«التشرميلـ ….ـــة»…على نار هادئة

«التشرميلـ ….ـــة»…على نار هادئة

- ‎فيرأي
1561
6

 

محمد بوحمامبوحمام

استأثرت ظاهرة ما اصطلح عليه بالتشرميل، هذه الأيام باهتمام واسع في مختلف الأوساط، وشكلت مادة دسمة للعديد من المنابر الإعلامية والمواقع الإلكترونية، والعمل على تقديمها بالطريقة التي تنسجم مع توجهاتها، لدرجة أنه أصبح في المتناول الحصول على كل ما يتعلق بها كظاهرة، حيث تلقفت محركات البحث العالمية وبسرعة البرق صورا مثيرة أصبحت تحتل مساحات واسعة يسهل معها العثور على المئات منها بمجرد كتابة مفاتيح مثل كلمة التشرميل، والتي أصبحت تكاد توازي صور بعض المشاهير في الشبكة العنكبوتية…

بيد أن الترويج لمثل هذه الظواهرة وتسويق تلك الصور بطرق مستفزة يبقى سيفا ذا حدين، إذا لم يكن مرفوقا بمقاربة شمولية تستحضر بواعثها ودواعي انتشارها بالصيغة إياها، وخروجها للعلن عبر المواقع الاجتماعية، وخاصة الفايس بوك، في شخص مجموعة من الشباب، حاملين للسيوف والخناجر والمديات الطويلة، وتمظهرهم بزي يكاد يكون موحدا من حيث الإثارة وارتداء أحذية رياضية ذات علامات عالمية مرتفعة الثمن، وطريقة تسريح الشعر الغريبة، وما إلى ذلك من مظاهر التشابه، التي تثير أكثر من تساؤل بشأن المغزى الحقيقي من هذا الظهور العلني والمراد منه تحديدا. وضرورة التعاطي معه بالتالي بكل ما يلزم من تمحيص وترو وموضوعية لوضعه في إطاره الصحيح كظاهرة اختار لها أصحابها أن تكون علنية، وذلك موازاة طبعا مع بعدها الإجرامي، الذي ووجه بمقاربة أمنية شاملة، أتت أكلها في العديد من المدن والأقاليم المغربية، وخلفت ارتياحا واسعا لدى المواطنين، أمام تنامي مثل هذه الظواهر الإجرامية وتفاحش الاعتداءات والسطو المسلح بالسيوف والخناجر على الممتلكات، بالشوارع والحافلات وبمختلف الأماكن العمومية، والتي باتت تؤرق المضاجع وتشكل مصدر خوف ورعب لدى المواطنين.

وفي هذا الإطار فقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة، عن الصيغ المتبعة لمحاصرة تفشي هذه الظاهرة، خصوصا بعد حدوث حالة انتحار معزولة بسيدي بطاش، ماتزال ملابساتها وظروفها قيد التحقيق مع القائد المعني بالمنطقة، والذي جرى توقيفه إلى حين استكمال التحقيق من لدن الجهات المختصة. ومع ذلك انبرى البعض وبكل تجني مرة أخرى محاولا ربطها بحقوق الإنسان، هذا المكتسب البراء من أي إقحام قصري لا لزووم له والذي أصبح للأسف بمثابة حصان طروادة لكل من هب ودب، علما بأنه لا يمكن إغفال الجانب الحقوقي في شقه القانوني، وفقا للمساطر الجاري بها بالعمل، وأي تجاوز كيفما كانت طبيعته يبقى قابلا للمتابعة والتحقيق إلى حين القول الفصل من طرف القضاء، وما عدا ذلك فلا يعدو أن يكون مجرد محاولات يائسة للتشويش على هذه الحملات الأمنية، التي تروم تجفيف منابع هذه الظاهرة بجميع أشكالها وتمظهراتها المستفزة التي قد تهدد سلامة وأمن المواطنين.

إن مطلح «التشرميل» الذي أصبح ذائع الصيت، بهذه السرعة وفي ظرف وجيز، تسلل إلى القاموس الشعبي المغربي من أوسع الأبواب، كرديف للإجرام والذي جرى اقتباسه من طرف المشرملين، من التشرميل أو التشرميلة بتوابلها المتنوعة في إحالة ربما على التزود بالمواد المخدرة بمختلف أنواعها كتوابل قوية المفعول، قبل الأقدام على مغامراتهم الإجرامية بما في ذلك مواد الهلوسة، كما اتضح من خلال الصور المنتشرة عبر النيت، والتحقيقات مع العديد من المتورطين…قد تتعدد القراءات والتأويلات لطبيعة هذه الظاهرة الغريبة بالنظر إلى طابعها العلني، وليس كظاهرة إجرامية، لأنها كانت دائما موجودة، ولكن يبقى الهاجس الموحد هو الإحاطة بكل ملاباساتها ودواعيها والانخراط الجماعي في محاصرتها وتجفيف منابعها كل من دائرة اختصاصه، أمنيا واجتماعيا وإعلاميا كذلك…للقضاء على هذه «التشرميلة» على نار هادئة…

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،