يستعد أحد الفنادق المصنفة بمراكش ، يوم السبت المقبل ، لإقامة مزاد علني، لتباع فيه مجموعة من التحف المغربية ، كانت في ملك المصمم العالمي الفرنسي ايف سان لوران، وتضم 180 قطعة من الفن المغربي ضمنها، أسلحة ، نسيج، جواهر ، زرابي، وقطع من الفن الهندسي التي كانت معروضة في متحف حدائق ماجوريل تحت عنوان المتحف الفن الاسلامي ، والذي سيغير اسمه بعد ذلك ليصبح متحف الفن الأمازيغي.
إن هذا التحول في التسمية يحمل دلالات وكأن الأمازيغ لا صلة لهم بالفن الاسلامي ، فهذه التفرقة يشتم منها رائحة التفرقة بين الاسلام والأمة الأمازيغية العظيمة، علما أن الاسلام في المغرب حمله الأمازيغ وانتصروا له، وإذا كانت هذه التحف التي ستعرض للبيع أغلبها من مدينة فاس فإن هذه المدينة هي مدينة أمازيغية منذ تأسيسها، فهي كانت في نطاق حكم قبيلة أوربة التي تزوج منها الشريف مولاي ادريس الأول.
فكنزة السيدة الاولى في المغرب هي أمازيغية من قبيلة أوربة، فلا يعقل أن يستغنى عن تحف الفن الاسلامي والابقاء على ما سمي بالفن الامازيغي ، فحتى الأمازيغ الأحرار لا يقبلون بهذه التفرقة .
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإن بيع هذه التحف المغربية في مزاد علني سيعرضها الى التشتت وهي في العمق مكون أساس من هوية المغاربة ، ولذا فإن موضعها الحقيقي، حتى وان كان هناك بيع وهو أن تقتنيها السيد مهدي قطبي ، باعتباره قيما على المتاحف في المغرب، وبذلك نضمن أن تبقى هذه التحف في ملك المغرب ، ولا أن تذهب الى أشخاص قد يخرجونها من وطنها الأصلي.
يذكر أن حديقة ما جوريا هي حديقة نباتية سياحية استلهمت من نموذج الحديقة الاسلامية وتضم 300 صنف من النباتات والأشجار تغطي مساحة واحد هكتار بمراكش . وتحمل الحديقة اسم مؤسسها الفنان لفرنسيين جاك ماجوريل ( 1886-1962) الذي أنشأها في العام 1931.
وتمتلك ” مؤسسة بيير بيرجي -ايف لوران” حاليا حديقة ماجوريل التي كان ايف سان لوران وبيير بيرجيه قد اقتنياها عام 1980 . وباتت الحديقة نقطة استقطاب للسياح بمراكش ووجهة سياحية شعبية بالنسبة للسياح الأجانب .