ذ .إدريس المغلشي .
قبل الحديث عن مسيرة ولد زروال الثانية نحتاج لمرور عابر على سابقتها الأولى التي كشفت حقيقة طريقة تفكير أصحاب المال والسلطة من رجال السياسة في اسقاط خصومهم من الساسيين وتنحيتهم.لقد وقفنا عبر مواقع وميكروفونات وأسئلة مباشرة محددة كذلك . كيف كانت الأجوبة مفاجئة وصادمة بل فاضحة لأصحاب الشكارة في شراء الذمم والولاءات والعمل على تعبئة الحشود من البشر لإغراق الساحة بالرعاع الذين لارأي لهم ولاانتماء من أجل التعبير بشكل بليد خارج السياق عن تلك الأسئلة. مسيرة ولد زروال المثيرة للجدل إنطلقت في 18سبتمبر 2016 بمدينة الدار البيضاء،رفعت فيها شعارات ضد أخونة الدولة، وشارك مئات من المواطنين،وحُملت لافتات مناوئة لحزب العدالة والتنمية، و لم تعلن أيّ جهة مسؤوليتها عن الدعوة لها،أغلب الحاضرين فيها من مختلف الاعمار لا يعرفون سبب تنظيمها بل وجدنا اغلبهم لايستطيعون فك رموز قراءة عناوين لافتاتها . اجمع اغلبهم على أن عون السلطة ذكروه بالإسم والشيخ وأحيزون صاحب اتصالات المغرب هم من وفروا لهم وسائل النقل للاحتجاج ضد الفراغ أو بن كيران للخروج من الصحراء وغيرها من الردود التي تكشف عورة تجار قضايانا الوطنية واننا لازلنا بعيدين كل البعد عن التغيير الحقيقي المنشود مادام اغلبنا يركب حافلة مجهولة صوب جهة غير معلومة في عملية تدليسية انتحارية .
ماذا ننتظر ؟؟؟ هل لازال الأمر قائما الآن بنفس الصورة ؟ نعم لكن بطرق اخرى غير التي عايناها. مايقع في التجمعات الجماهيرية الحزبية خير دليل على مانقول بل لقد ذهب الاكاديمي الأستاذ الخمسي في تصريح صادم لإحدى الإذاعات الخاصة ان بعض أرباب القاعات الكبرى يطرح الفضاء للكراء بكل لوازم الأكل وكذا الجمهور للقاءات التواصلية .مادامت الأحزاب قد سحب من تحت أرجلها بساط شرعية القواعد ولم تعد قادرة على الإقناع.وراينا كيف يستطيع تافه على منصة موازين أن يحتل أرقى شوارع العاصمة ليشل حركتها في ليلة لم ينم فيها الشعب محطما رقما قياسيا من الحضور لم تعد تقوى عليه كثير من المؤسسات بمافيها كرة القدم . أخنوش رمى بالسهم في معقل بن كيران وهو يعطى رقما آخر للرد على خصومه ومن على منصة الخطابة في أكادير قائلا : مهرجان أكادير وصل الحضور فيه إلى5500 عنصر وهي معلومة غير دقيقة لكنها لاتمثل شيئا بالقياس إلى مهرجان طوطو ومن معه .فلامقارنة مع وجود الفارق مادمنا سلمنا بعملية الحشد.المثير للجدل ان بعد مرور عقد من الزمن تقريبا تأتي الاجوبة متشابهة مع ماسبق . يقول احد المستجوبين الحاضرين للقاء بأخنوش انه لاعلاقة لحضوره بالسياسة بل تلبية لدعوة فلان أو علان وأن الاستفادة من مبلغ 200درهم ووجبة غذاء ونقل سياحي هو المحرك الأساسي.أو بعبارة صريحة :”جينا نفوجو ما كاين مايدار …!!!” هذا الفعل وغيره جريمة صريحة اتجاه الفعل السياسي يكرس بناء صور ومعطيات غير صحيحة وعملية تدليس وتزوير لإرادة المواطنين باعتماد الإغراء واستقدام مجموعات في عملية حشد غير بريئة . ولعل أبرز ما أثار الاستغراب ماعاشه نهائي كأس العرش حيث استقدم رئيس نهضة بركان حسب بعض شهادات مواطنين لاعلاقة لهم بتشجيع الفريق البركاني مع تمكينهم من أقمصة ونقل مجاني ووجبة أكل للأسف كلها إجراءات لم تكلل بفوز الفريق وهي إشارة أن الرياضة هي الأخرى لم تسلم من عملية ولد زروال للأسف الشديد مسألة وعي المواطن ودوره في الحياة لازالت بعيدة المنال وتحتاج منا لدفع المؤسسات للقيام بدورها كاملا من أجل النهوض به ليكون في مستوى اللحظة .
