فيديو. ضريح يوسف بن تاشفين.. مؤسس مراكش يُدفن في الظل!

فيديو. ضريح يوسف بن تاشفين.. مؤسس مراكش يُدفن في الظل!

- ‎فيTV كلامكم, بلاحدود, في الواجهة
444
0

حكيم شيبوب/ تصوير: ف. الطرومبتي

في قلب المدينة العتيقة لمراكش، وبالقرب من ساحة السلم والتاريخ، يرقد مؤسس هذه الحاضرة العريقة، يوسف بن تاشفين، في صمت مطبق يعكس حجم النكران والنسيان. فالضريح الذي يحتضن رفاته، يعاني تهميشاً صارخاً وإهمالاً مخجلاً لا يليق بشخصية تاريخية بحجمه، أسست دولةً عظيمة ومدينةً صارت لاحقاً قبلة للسياح ومهوى لقلوب الباحثين عن عبق الحضارة الإسلامية.

لا لافتة… لا إشارة… لا ذاكرة!

الغريب والمفجع في آنٍ، أن الزائر وهو يجوب أزقة المدينة العتيقة، لن يجد أي لوحة أو لافتة تشير إلى وجود الضريح، وكأن الأمر يتعلق بمكان عادي لا يحمل أي قيمة تاريخية. لا تعريف، لا مرشد، ولا حتى أدنى مستوى من العناية البصرية أو الرمزية، في وقت تعج فيه الساحة نفسها بفضاءات تجارية مزخرفة ومقاهي مصممة بعناية لجذب السياح الأجانب.

مقهى تستولي على باب الضريح!

الصدمة لا تتوقف عند حدود الإهمال، بل تتعداها إلى طمس المعالم واغتصاب الملك التاريخي، حيث أقدمت إحدى المقاهي المجاورة، دون حسيب أو رقيب، على استغلال أحد أبواب الضريح وتحويله إلى مدخل ضمن فضائها التجاري، وكأننا أمام عقار مهجور لا يحمل أي قداسة رمزية أو بعد حضاري. في مشهد يطرح علامات استفهام عريضة حول دور السلطات المحلية ومندوبيات وزارة الثقافة في حماية الذاكرة الجماعية.

غياب تام للمسؤولين

المثير للسخط هو الغياب التام لأي تدخل من طرف السلطة المحلية، التي يبدو أنها غافلة عن ما يحدث أو متغاضية عنه، في خرق واضح للمسؤولية الملقاة على عاتقها في حماية المآثر التاريخية وصون التراث الوطني. فهل يُعقل أن يُدفن مؤسس مراكش، وباني صرح الدولة المرابطية، في مكان لا يليق حتى بمقام رجل بسيط من عامة الناس؟

دعوات للاستيقاظ من سبات الإهمال

فعاليات جمعوية ومهتمون بالشأن الثقافي المحلي دقوا ناقوس الخطر، وناشدوا عبر منابر مختلفة الجهات المختصة بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ ما تبقى من هيبة هذا الفضاء، ووضع حد لهذا العبث المستمر، عبر إعادة تأهيل الضريح، وتوفير حماية قانونية له، وإعادة الاعتبار لرمز من رموز الأمة المغربية.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

إيران وإسرائيل.. رسائل نارية في زمن الارتباك الأمريكي

بقلم: نورالدبن بازين في لحظة إقليمية ودولية مشحونة،