رشيد سرحان
حقّق المنتخب المغربي فوزًا صعبًا على نظيره البنيني (1-0)، في المباراة الودية التي جرت مساء الإثنين 9 يونيو الجاري، على أرضية المركب الرياضي بمدينة فاس، ضمن استعداداته لنهائيات كأس أمم أفريقيا “المغرب 2025”.
وشهدت المباراة بداية حذرة من “أسود الأطلس”، رغم محاولة فرض الضغط الهجومي منذ الدقائق الأولى. وتمسّك المنتخب البنيني بتنظيم دفاعي محكم، صعّب مأمورية الاختراق وقلّص من فعالية الكرات المغربية، التي اكتفت بالاستحواذ دون تهديد فعلي يذكر.
وفي ظل شحّ الفرص وتكرار المحاولات غير المكتملة، نجح الكعبي في كسر الجمود في الدقيقة 45+2، حين استغل كرة عالية داخل منطقة الجزاء، ليُطلق جسده في الهواء ويوقع هدفًا استعراضيًا بمقصية جميلة اخترقت شباك الحارس البنيني داندجيون مارسيل، منهيةً الشوط الأول بتقدم مغربي.
ورغم التغييرات التي أقدم عليها الناخب الوطني وليد الركراكي في الشوط الثاني، بإقحام أسماء جديدة كترغالين وزحزوح والخنوس، ظل الأداء محتشمًا والعقم الهجومي مستمرًا. فغابت النجاعة، وتكررت سيناريوهات عانى منها المنتخب في مباريات ودية سابقة، أبرزها أمام النيجر وتنزانيا.
وعرفت تشكيلة المنتخب بعض التغييرات مقارنة بمواجهة تونس الأخيرة، إذ تم الاعتماد على زكرياء الواحدي بدل أشرف حكيمي، وعلى أسامة الصحراوي بدل بن الصغير، إلى جانب الدفع بسفيان رحيمي والكعبي كثنائي هجومي بدل النصيري. لكن هذه التبديلات لم تُثمر عن أداء مقنع، لا من حيث البناء ولا في فرص التهديف.
وبهذا الانتصار، يواصل المنتخب المغربي سلسلة نتائجه الإيجابية في فترة التوقف الدولي، بعدما كان قد تفوق يوم الجمعة الماضي على منتخب تونس بثنائية نظيفة، سجّلها كل من حكيمي والكعبي. إلا أن الأداء، الذي وصفه البعض بالباهت، أثار تساؤلات حول مدى جاهزية “الأسود” للعرس القاري المنتظر فوق أرضهم.
وفيما تواصل كتيبة الركراكي حصد النقاط، يظل الرهان الأكبر في كسب الأداء قبل النتائج، حتى لا تتحوّل الأفراح الآنية إلى خيبات في امتحان البطولة القارية المقبلة. فالفوز، وإن زُيِّن بمقصية ساحرة، لا يُخفي قلقًا يتنامى بين الجمهور المغربي، بين فرحة الحاضر وهواجس المستقبل.