خولة العدراوي
يشكل التعاون الدولي في المجال الأكاديمي ركيزة أساسية لتعزيز البحث التطبيقي وتحقيق تنمية مستدامة متكاملة. ويبرز هذا التعاون بوضوح في مجال التعليم المعماري، حيث يتيح تبادل المعرفة والخبرات بين المؤسسات التعليمية على الصعيد العالمي فرصًا لتطوير مهارات الطلاب وتمكينهم من مواجهة التحديات الحضرية بأساليب مبتكرة.
في هذا الإطار، شهدت مدينة مراكش تجربة أكاديمية متميزة بالتعاون مع السويد، وذلك ضمن برنامج إيراسموس+ الذي تعتمده المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش (ENAM) طوال السنة الجامعية. حيث أتيحت الفرصة لخمسة عشر طالبًا مغربيًا، برفقة مشرفيهم، للمشاركة في تبادل أكاديمي استضافه معهد تكنولوجيا بليكينغ بمدينة كارلسكرونا السويدية، خلال الفترة الممتدة من 7 إلى 18 يناير 2025.
ركز هذا البرنامج التعاوني على مفهوم المرونة الحضرية، حيث عمل الطلاب المغاربة جنبًا إلى جنب مع نظرائهم السويديين على تطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات التي تواجه مدينة مراكش. من خلال ورش عمل ومشاريع تطبيقية، استطاع المشاركون استكشاف استراتيجيات معمارية وتقنيات تصميم حضري تستجيب للتغيرات المناخية والضغوط العمرانية المتزايدة.
واختتم البرنامج بتقديم المشاريع النهائية التي أنجزها الطلاب، في حضور شخصيات بارزة من الأوساط الأكاديمية والإدارية، إلى جانب المستشار الأول لسفارة المغرب في ستوكهولم الذي كان ضيف شرف الحدث. يعكس هذا الحضور الدبلوماسي مدى أهمية هذه المبادرات في تعزيز العلاقات الدولية، ليس فقط في المجال الأكاديمي، بل أيضًا على المستوى الثقافي والتنموي.
و تؤكد هذه التجربة الدور المحوري للمؤسسات الأكاديمية في دعم البحث التطبيقي والمساهمة في التنمية المستدامة. فمن خلال الشراكات الدولية، يتمكن الطلاب من اكتساب مهارات متعددة، تشمل الفهم العميق للتحديات الحضرية العالمية وتطبيق الحلول المبتكرة محليًا.
لا تقتصر فوائد هذا التعاون على تطوير قدرات الطلاب والمهندسين المعماريين المستقبليين، بل تمتد أيضًا إلى تمكين المؤسسات التعليمية من لعب دور فعال في صياغة استراتيجيات تنموية مستدامة لمدنها. لذا، ينبغي تعزيز مثل هذه المبادرات الأكاديمية التي تربط بين التعليم، والبحث، والتطوير الحضري، بما يسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة للمجتمعات المحلية والعالمية.
