يتابع الرأي العام المراكشي باندهاش كبير فصول المهزلة الكبيرة ، التي اندلعت شرارتها يوم الخميس الماضي على هامش الاجتماع الأسبوعي للمكتب المسير لمجلس مدينة مراكش الذي تسيره أغلبية فوسيفسائية برئاسة البامية فاطمة الزهراء المنصوري .
فصول هذه المهزلة الجماعية تفجرت على مرأى ومسمع رئيسة المجلس الجماعي التي لم تحرك ساكنا لضبط الاجتماع واحترام جدول الاعمال المتعلق بالموافقة على مجموعة من المقترحات والمشاريع التي تهم ساكنة المدينة ، انتقلت من داخل المجلس الجماعي إلى مقر مقاطعة المنارة ، حيث علمت كلامكم أن خمسة نواب للعمدة وهم عبد اللطيف أبدوح ، محمد نكيل ، حميد الشهواني ، و حياة مشفوع و عبد العزيز مروان انتقلوا زوال اليوم الجمعة إلى مقر مقاطعة المنارة موفدين من طرف عمدة المدينة لرأب الصدع ونزع فتيل الصراع الدائر بين قطبين من أقطاب الأغلبية المسيرة للمجلس (حزب الاستقلال والبام ).
وبحسب مصادرنا ، فإن عبد اللطيف أبدوح نائب العمدة المكلف بالتدبير المفوض والمحطة الطرقية وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه بعدما انحنى على رأس القيادي عدنان بن عبد الله نائب العمدة ورئيس مقاطعة المنارة ، طلبا للصفح والمغفرة على ما بدر منه من سلوكات وتهجمات خلال اجتماع المكتب المسير ، كما التمس أعضاء اللجنة الموفدة من طرف العمدة من بن عبد الله بالتراجع عن قرار الاستقالة من الحزب ومن المجلس والذي كان قد لوح به أمام عمدة المدينة، قبل أن يعمد محمد نكيل إلى تمزيق رسالة الاستقالة التي كانت بجوار عدنان فوق مكتبه بنفس المقاطعة .
وكان الاجتماع الأسبوعي للمكتب المسير لمجلس المدينة قد شهد يوم أمس الخميس غليانا كبيرا وملاسنات كلامية تبادل خلالها أبدوح وبن عبدالله الاتهامات والاتهامات المضادة حيث كانت النقطة التي أفاضت الكأس هي عندما التمس أبدوح من رئيسة المجلس الضغط على رئيس مقاطعة المنارة من أجل ترصيف وتبليط الفضاء الخارجي لمشروع تجاري عبارة عن حمام شعبي بتجزئة بؤ عكاز تابع للنفوذ الاداري لمقاطعة المنارة ، وهو الملتمس الذي آثار استغراب بن عبد الله ليثور في وجه أبدوح معبرا عن رفضه لهذا المقترح لكونه يخدم المصلحة الخاصة وليس العامة ، ملتمسا من العمدة أن تنظم صفقة لتبليط التجزئة ككل .
وتفيد مصادرنا بأنه أمام الموقف الرافض لعدنان بن عبد الله لهذا المقترح بحجة أنه يتنافى مع مقتضيات الميثاق الجماعي لم يتمالك أبدوح أعصابه ليصبح بأعلى صوته وبحضور أعضاء المكتب المسير موجها مجموعة من الانتقادات لعدنان بن عبد الله مستشهدا بملف كازينو السعدي المعروض على أنظار القضاء ، حيث اتهمه بأنه أدلى بشهادة ضده أمام قاضي التحقيق على اعتبار أن عدنان كان قد رفض تفويت الكازينو بسومة 5000 درهم للمتر المربع عندما كان رئيساً للمجلس البلدي لمدينة مراكش ، قبل أن يتم تفويته بسعر أقل لايتجاوز 600درهم في عهد تسيير الاستقلالي أبدوح .
كل هذه الاتهامات التي دارت على مرأى ومسمع من العمدة فاطمة الزهراء المنصوري ، التي تمسكت بموقف المتفرج دون أن تحرك ساكنا ، دفعت عدنان بن عبد الله الى الاحتجاج على العمدة والتلويح بالاستقالة من الحزب ومن المجلس ، قبل أن يغادر قاعة الاجتماعات ليتم تأجيل إجتماع المكتب المسير إلى اليوم الموالي يوم الجمعة ، وهو الاجتماع الذي غابت عنه العمدة نفسها وقاطعه عدنان بن عبد الله رغم الاتصالات المتكررة به لتنيه على التراجع عن موقفه .
ويذكر أن سيناريو المهزلة التي وقعت يوم الجمعة الماضية داخل أروقة البرلمان بين حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال وعزيز اللبار برلماني حزب الأصالة والمعاصرة والذي تم طرده من الحزب بقرار من مصطفى الباكوري ولجنة الأخلاقيات ، انتقلت عدواه إلى مدينة مراكش بين قياديين من الحزبين نفسيهما وهو ما دفع حميد شباط إلى الاتصال بمصطفى الباكوري للاعتذار على ما بدر من أبدوح من سلوكات وتهجمات غير محسوبة العواقب ، كما اتصل شباط هاتفيا بفاطمة الزهراء المنصوري لنفس الغاية .
وقد علمت كلامكم من مصادر موثوقة أن شباط وفي محاولة منه لرد الجميل لقيادة البام ، أمر أبدوح بالاعتذار وطلب المغفرة من عدنان بن عبد الله ، وهو الامر الذي خضع له أبدوح ً مصطحبا أربعة نواب للعمدة ، حيث طبع مجموعة من القبلات على رأس رئيس مقاطعة المنارة .
