الزلزال ينال من المعلمة التاريخية.. الزاوية الأمغارية بتامصلوحت

الزلزال ينال من المعلمة التاريخية.. الزاوية الأمغارية بتامصلوحت

- ‎فيفن و ثقافة, في الواجهة
1293
6

مريم أيت افقير

مثلها مثل مناطق الحوز، تعرضت جماعة تمصلوحت للزلزال الذي شهده المغرب ليلة الجمعة 08 شتنبر 2023، والذي خلف خسائر كبيرة في الأرواح والجرحى، إضافة إلى خسائرة في الممتلكات. ومن ضمن الخسائر الجسيمة التي عرفتها جماعة تمصلوحت التابعة لعمالة الحوز مقر الزاوية الامغارية.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور حسن المازوني، المهتم بالتراث الروحي والتاريخي، بأن جميع معالم هذه المعلمة التاريخية التي ترجع لحفدة مولاي الحاج والتي تقام بها مواسم الزاوية الامغارية قد هدمت عن آخرها، وتحتاج لالتفاتة من وزارة الثقافة ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة الداخلية والمنظمات الدولية لترميمها وارجاع بريقها في التجمعات الصوفية والملتقيات الروحية السنوية والتي يحج لها المريدون من كل أنحاء المغرب.

وأضاف الدكتور المازوني في تصريح خص به جريدة كلامكم، أن هذه المعلمة التاريخية تضم القبة السلطانية التي بويع بها الحسن الأول أثناء زيارته لتمصلوحت، مؤكدا أن وثيقة البيعة لازالت شاهدة على هذه المحطة، مما يفرض تحرك الجهات المعنية لإعادة الروح والحياة لهذه المنارة العلمية، والتي ذكرها الدكتور محمد المازوني الباحث في التصوف في مجموعة من كتبه

ووفق الذكتور المازوني فخلال القرن العاشر الهجري قام العالم الصوفي عبد الله بن حسين الأمغاري بتأسيس زاوية بتمصلوحت، بتشجيع من شيخه وأستاذه الكبير عبد الله الغزواني مول لقصور تلميذ عبد العزيز التباع تلميذ الإمام الجزولي.

وأوضح المازوني أن تمصلوحت تعد نموذجا للمدن المغربية العتيقة، التي كانت مزدهرة عمرانيا واقتصاديا وثقافيا، بمساكنها القديمة ذات الهندسة الرائعة بالرغم من بساطتها، وأزقتها الضيقة التي تصل جميع أحياء المدينة كشبكة عنكبوتية، ومحلاتها التجارية (السويقة) التي طواها النسيان، ومساجدها الشامخة التي تخرج منها عدد من العلماء والفقهاء والقراء.

 

تمصلوحت توجد بضواحي مدينة مراكش (20 كيلومترا)، تتميز بغناها الفلاحي وبمآثرها التاريخية ومشاريعها السياحية. كما تشتهر بصناعتها التقليدية، خصوصا الخزف و”الدرازة” والحياكة الأصيلة، بالإضافة إلى الزربية المصلوحية، ورغم ذلك لا تزال جماعة قروية بإقليم الحوز.

والجدير بالذكر فقد تأسست الزاوية المصلوحية بداية سنة 1529 م الموافق لـ930 هـ، بعد تعيين عبد الله بن احساين بإمارة من شيخه عبد الله الغزواني ومنحه حكم (كرامات) للحكم الرمزي، كطرد الطائر المؤذي، وكرامة حكم المرأة العاقر، يقول حسن المانوزي أستاذ التعليم العالي بجامعة القاضي عياض، مضيفا أنه بعد أربعين سنة من مشيخة عبد الله بن حساين استطاع إصلاح 100 هكتار مسقية، وتنازلت القبائل عن الأراضي خدمة للزاوية، في خطوة سبقت العمران الأول لهذه المؤسسة الروحية ومكان إيواء مريديها وطلبتها والخماسين والمشتغلين في الأراضي الزراعية التابعة لها.

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

كأس العالم لكرة القدم 2030 .. المغرب سيكون في الموعد .

كلامكم   قال الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد