المكرفون يتحرر ..”تجربة من الداخل” .. تحرير القطاع السمعي البصري في المغرب (الحلقة 5)

المكرفون يتحرر ..”تجربة من الداخل” .. تحرير القطاع السمعي البصري في المغرب (الحلقة 5)

 أحمد علوة

 

هي تجربة من الداخل ،،،من داخل الأثير الاذاعي لإذاعي مغربي خبر تجربة الإذاعة في قطبها العمومي ، وانخرط في تجربة تحرير المجال السمعي وانطلاق الاذاعات الخاصة.  

انها تجربة مغايرة ، ومغرية بالحكي ، فالمسافة الفاصلة مابين عالم الإذاعة الواحدة والإذاعات المتعددة تحمل الكثير من التفاصيل واللحظات القوية والمحبطة  التي لا يحسن التقاطها وحكيها إلا من خبر التجربتين . 

هو رصد مختصر من داخل هذا القطاع لتجربة غنية شارفت عشرين سنة من عمرها سنة ، يقدمها صاحبها الذي خبر  “وقار” الإذاعة الوطنية وانغلاقها و “تمرد” الإذاعات الخاصة وتحررها.

الجيل الأول

 

في 17 من شهر ماي 2006 نظمت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري حفلا تاريخيا بالرباط يتعلق بتوقيع دفاتر تحملات المتعهدين السمعيين البصريين الخواص الجدد في المغرب.أةأ

 

الحفل الذي شكل آنذاك مرحلة مهمة نحو التأسيس لخطوة إعادة تشكيل وتطوير المشهد السمعي البصري في المغرب ،حضرته العديد من الشخصيات والضيوف .وكان نجومه الكبار الممثلين القانونيين للإذاعات الخاصة المستفيدة من الرخص الأولى، وهم سبعة أشخاص نذكرهم للتاريخ :عبد الرحمان العدوي ،رشيد الحايك ،كمال لحلو ،عبد المنعم الديلمي ،محمد لعروسي ، يونس بومهدي ،التهامي الغرفي دون أن نغفل بيير كازالتا الذي كان يمثل التلفزة الخاصة المرخص لها بالبث عبر الساتل انطلاقا من المغرب .

كان الحفل بطقوسه الرسمية التي مر بها يمهد  لثورة أنيقة سيعرفها الإعلام المغربي فيما بعد ،وقد كان هذا الإحساس يخالج جل مسئولي هذه الإذاعات ،وهم في الواقع الصناع الفاعلون الحقيقيون لهذا التحول الكبير ، وشخصيا أعتبر مسئولي الجيل الأول من الإذاعات الخاصة في المغرب المناضلين الكبار لاعتبارات عديدة ومتعددة ،من بينها

       أولا :

هذه المغامرة الكبرى التي قبلوا ركوبها رغم الرؤية غير الواضحة آنذاك، حتى و إن كانت رغبة الدولة  تحرير القطاع الإذاعي، فإنها لم تكن تريد التفريط كليا في هيمنتها على المجالات السمعية البصرية .

ثانيا :

إن المغامرة المادية الغير محسوبة حيث  الدخول للاستثمار في قطاع جديد وطارئ في البلاد ومفتوح على المجهول ،هو في حد ذاته “انتحار مالي” كما يقال، خاصة لدى المؤسسات الجديدة والمحدثة ،والتي ليست لها خبرة في هذا المجال .

انطلاقا من هذا الزاوية، كنت وما أزال أحيي هؤلاء الرجال وأعتبرهم اللبنة الأساسية التي فتحت لنا كإعلاميين إمكانية التطور ومنحت للمغاربة جميعا حق الولوج المنصف لخدمات إعلامية سمعية متنوعة دون ان نتحدث عن خدمة متكاملة في الوقت الراهن ، والحال أن الدولة نفسها التي بسطت يدا قصيرة نحو تحرير الإذاعات لم تبسط يدها بالمرة أمام التلفزيونات حيث لا يزال المغاربة يمنون النفس بتحرير كامل ومتكامل  يحترمهم ويحترم التنوع الثقافي واللغوي الذي يميزهم ويمنحهم خصوصياتهم عن عدد من الشعوب.

يتبع..

 

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،