في رسالة مؤثرة نشرها على صفحته الشخصية على الفيسبوك، طالب خالد الصبيعي عضو مجلس مقاطعة المنارة من والي جهة مراكش آسفي التدخل لإعادة الأمور إلى نصابها بدوار العسكر القديم بعد وصول الإستهتار بحالة الطوارئ الصحية مبلغا مخزيا يهدد بتحويل الحي إلى بؤرة لفيروس كورونا المستجد إذا لم يتم التدخل العاجل.
و في ما يلي تدوينة خالد الصبيعي عضو مجلس مقاطعة المنارة:
دوار العسكر القديم الحي الذي أعتز به، ففيه رأيت النور و به ترعرعت و درست و منه تزوجت و أبنائي رأو النور به. فيه إخواني و أبناؤهم أصهاري و أبناؤهم لي فيه أخوة و أخوات من الرضاعة و أبناؤهم جيران و أصدقاء أعزاء و فيه قبل هذا و ذاك أمي الحبيبة.
قبل قليل خرجت لأتسوق و أتخلص أعزكم الله من قمامة البيت التي تراكمت لأزيد من أسبوع. فرأيت العجب العجاب و عدت كسيف الحال مهموما مغموما دون أن أدرك غايتي.
رأيت شبابا في مقتبل العمر متجمعين هنا وهناك دون أيما احترام لقواعد الحجر الصحي، رأيت إخوانا و جيرانا لي متحلقين حول أشياء أخجل من ذكرها هنا حتراما لهم، رأيت رجالا أخرجوا كراسيهم و براريد الشاي وسط السويقة و أشياء أخرى، رأيت باعة يبيعون سلعهم و حولهم فضوليون لا شأن لهم لا ببيع و لا بشراء فقط يزيدون عدد الخارجين عن نظام الطوارئ الصحية. رأيت محلات فاتحة أبوابها و لا تدخل ضمن خانة المحلات المسموح لها بتقديم خدماتها في هذه الظروف. و رحبة الحبوب التي تنعقد كل يوم أحد بجانب سور المقبرة، ياللهول لو أن واحدا فقط يحمل هذا الفايروس الخطير. قرب مسجد الحي شباب كثر يتمازحون و تعانقون و يتصافحون يتبادلون كأسا من الشاي و أشياء أخرى. رأيت استهثارا و عدم انضباط منقطعا النظير، رأيت ما رأيت و كلي حزن و كمد.
اتصلت بعون السلطة كي أخبره بالوضع فقال لي أن الأمور تحت السيطرة و أن عناصر القوات المساعدة تقوم بدوريات بين الفينة و الأخرى، لم يقنعني جوابه. طلبت منه رقم القائد الجديد الذي ينوب عن السي المختار الذي اصيب بهذا الوباء اللعين فأجاب أنه لا يتوفر عليه. عجبا مقدم الحومة لا يتوفر على رقم القائد؟! ربما! فالقائد حديث التعيين، و قد يكون المقدم لا يزال في الحجر الصحي بما أنه كان من المخالطين للقائد السابق.
تمكنت من الرقم بطريقتي، ربطت به الإتصال على الفور و أطلعته على الوضع بالتفصيل. فقال لي أن هناك خصاص كبير في الموظفين بالملحقة نظرا لكون جلهم في الحجر الصحي و أن هناك ضغطا على من تبقى منهم بسبب ملفات المستفيذين من دعم الحكومة من حاملي بطاقة راميد و أنهم يخرجون بعد السادسة لفرض حالة منع التجوال . و وجدته محقا فلا يجوز بوجه تعطيل مصالح فئة هشة من فئات المجتمع خصوصا في ظل الظروف القائمة.
فتسائلت عدة أسئلة طبعا بيني و بين نفسي منها:
ما علاقة الموظفين الذين يدرسون ملفات المستفيدين بفرض انضباط المواطنين لحالة الطوارئ؟
من سيتحمل المسؤولية و التكلفة إذا تفشى المرض في حي يعرف كثافة سكانية كبيرة و ظواهر اجتماعية متنوعة منها الإجابي و السلبي؟
هل يدرك جانب كبير من ساكنة الحي الخطر الذي يعرضون له أنفسهم و أحبابهم؟
لدي رسالتين مهمتين جدا.
الأولى لأحبائي و جيراني و إخوني أرجوكم: إلزموا مساكنكم فو الله سنموت كمدا إذا أصيب أحدكم و بالتالي عائلاتكم ،اصبروا قليلا فقد مر الجزء الأصعب، أعلم أن البقاء في المنزل ممل جدا لكن إنما النصر بالصبر إذا أردتم أن نخرج من هذه المحنة منتصرين فالتزموا بقواعد السلامة و الزموا بيوتكم
الرسالة الثانية للسيد والي جهة مراكش آسفي: سيدي الوالي إن حي دوار العسكر القديم يعرف كثافة سكانية جد مرتفعة و يعرف استهثارا لم اجد مثله في مراكش و إذا قدر الله أن يصاب أحد ساكنته بهذا الوباء فإن هذا الحي سيكون بؤرة يصعب التحكم فيها لذا ألتمس منكم ليس بصفتي ممثلا لساكنة الحي و لا عضوا بمجلس مقاطعة المنارة و لكن أحد ساكنة هذا الحي أن تتدخلوا بشكل عاجل لإعادة الأمور إلى نصابها.
و أخيرا نحن جند مجندة خلف صاحب الجلالة نصره الله من أجل تجاوز هذه المحنة التي يعيشها وطننا الحبيب و نحن رهن إشارة السلطات في كل ما نستطيع فعله في هذا الشأن و السلام عليكم و رحمة الله.
