حماة المال العام بمراكش: 5 مليارات سنتيم سنويا تفوت على مداخيل الجماعة في مواقف السيارات و الدراجات النارية و العادية

حماة المال العام بمراكش: 5 مليارات سنتيم سنويا تفوت على مداخيل الجماعة في مواقف السيارات و الدراجات النارية و العادية

- ‎فيفي الواجهة, مجتمع
255
6

نورالدين بازين

 

قالت الجمعية المغربية لحماية المال العام  في رسالة موجهة إلى وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، أن مجموعة من المظاهر ذات الارتباط بتدبير المرافق العمومية و بتبديد المال العام  تسيء  لسمعة مدينة مراكش  و إلى تطلعاتها كي تحظى بالمكانة الأولى عالميا على مستوى السياحة  و على مستوى التنمية .

و كشفت أن  هذه المظاهر مخالفة للقانون بالنسبة لمواقف السيارات و الدراجات النارية و العادية، مضيفة أن المتتبع لوضعية مراكن وقوف السيارات و الدراجات بكل اصنافها بمدينة مراكش سيسجل العشوائية و الارتجالية و الضبابية التي يدبر بها هذا المرفق الحيوي و الخاضع لمساومات و ابتزاز لوبيات لا تهمها مصلحة المدينة بقدر ما يهمها الاغتناء بكل الطرق ، و يتجلى ذلك  في   الفوضى العارمة في تدبير المرفق  و في التجاوزات  الخطيرة للظهير الشريف رقم  85 ـ  15 ـ 1 الصادر في 20 رمضان 1435 (15/7 / 2015 ) بتنفيذ القانون  14 .113 المتعلق بالجماعات المحلية و خرقا سافرا   للمقرر الجماعي عدد 319 / 12 / 2018 المتخذ من طرف مجلس جماعة مراكش في دورته الاستثنائية (دجنبر 2018 )   و القاضي بالمصادقة على كناش التحملات  المتعلق  بكراء  منتوج استغلال مواقف السيارات و الدراجات النارية  و العادية  التابعة لجماعة مراكش .

وأضافت إن ما يعرفه هذا القطاع من فوضى عارمة  و من تجاوزات خطيرة  للقوانين المنظمة له ،   جعل المدينة  الحمراء تفقد كل العناصر التي من شأنها  توفير المناخ المناسب لانتعاش  السياحة التي تراهن عليها ساكنة مراكش و تجعلها   قطبا سياحيا بامتياز ، و يتجلى ذلك في وجود حراس مكلفين بمواقف السيارات عبر شوارع و ساحات و أزقة المدينة في حالة فوضى عارمة  طيلة  كل يوم مع المواطنون و المواطنات مستعملي السيارات أو الدرجات النارية  أو العادية، و لا يضع الأشخاص  المكلفون بالحراسة  أية شارة  تذل على أنهم حراس أو مراقبين طبقا للفصل الثاني عشر من كناش التحملات  الذي تبنته الجماعة الحضرية لمدينة مراكش ، و وجود أطفال قاصرين يتم استغلالهم كحراس للسيارات و الدراجات مما يتناقض و حقوق الطفل.

زيادة على ذلك، ذكرت الرسالة أن بعض هؤلاء الحراس ، يقومون بغسل السيارات في بعض الشوارع  على جنبات الطريق ( شارع مولاي رشيد نموذجا)، مما يتسبب في الفوضى و في التضييق على المارة، و يركنون السيارات أينما ارتأوا على رصيف الراجلين و بالطوارات المصبوغة بالأبيض و الأحمر  ، الشيء الذي يعرقل حركة السير و  يجبر الراجلين على استعمال طريق السيارات أغلب مراكن السيارات مليئة بالنفايات و   لا توجد بها  علامات تبين حدود ركون كل سيارة عدم إشهار الرسوم الواجب أدائها بالمحطات عن كل سيارة أو دراجة نارية أو عادية   بالليل  او بالنهار ، الشيء الذي يجعل المواطن و المواطنة مستعملي السيارات أو الدرجات النارية أو العادية  و خاصة الوافدين على المدينة أو السياح أمام الابتزاز من طرف  الحراس .

وأبرزت أن هذه المخالفات المرتكبة و غيرها ،  التي  هي موضوع محضر معاينة مجردة لمفوض قضائي محلف لدى محاكم مراكش ،  تتطلب إجراءات زجرية  طبقا للفصل السابع عشر من  كناش التحملات المشار إليه أعلاه ، أي  اقتطاعات من الضمانة المالية الموضوعة لدى خزينة عمالة مراكش و التي تتراوح قيمتها  ما بين 5000,00 درهم و 15000.00 درهم ، حسب عدد ارتكاب المخالفة ،  مما يفوت على الجماعة ما يقارب 5 مليارات  سنتيم  سنويا، الشيء الذي يساهم في  تخلف  مداخيل المدينة و في تعثر تنمينها  . و بهذا الخصوص فإنه  لا يتم تنفيذ مقتضيات الفصل الثامن عشر من كناش التحملات   الذي يلزم رئيس المجلس  انتداب أعوان جماعيين  محلفين  تابعين لقسم  ممتلكات الجماعة او مفوضين قضائيين   للقيام بالمراقبة و بتحرير محاضر للمخالفات المرتكبة في أي وقت و دون سابق اشعار .

وأكدت الرسالة إن هذه الظاهرة التي لها ارتباط مباشر بمستعملي السيارات و الدراجات النارية و العادية أصبحت تجعل من مدينة مراكش مدينة فوضى ، بذل المدينة ذات الطابع التاريخي المتميز و المدينة السياحية  التي يجب أن  تنعم بالتنظيم و بالمراقبة المستمرة لكل المرافق  ذات الارتباط  بالساكنة و بالوافدين عليها من مغاربة و أجانب . تضاف لهذه الظاهرة ظاهرة انعدام لافتات تشير إلى الشوارع و الأزقة و الساحات العمومية و مواقف السيارات و الدراجات النارية و العادية و انعدام خرائط توجيهية للزوار حتى لا يكونوا ضحية نصب من طرف مرشدين مزيفين .

وأوضحت إن الرهان على مدينة مراكش كمدينة تاريخية و وجهة سياحية عالمية لا يمكن رفعه بالمنطق الذي يدبر به هذا المرفق  المنفلت من عقال كل المساطر  و القوانين و المسند الى اشخاص من ذوي السوابق في مجال الجريمة و الانحراف . و إن حجم المبالغ المبددة و المنهوبة و الناتجة عن الفوضى و خرق المساطر القانونية  في تدبير  مرفق مراكن وقوف السيارات و الدراجات يعد بالملايير من السنتيمات  و يمكن ان ترقى إلى  مستوى الجريمة التي يعاقب عليها القانون الجنائي .

ولفتت الرسالة إن العين لا تخطئ الفساد والريع المستشري في مرفق مراكن  وقوف السيارات و الدراجات و هو فساد  ناتج عن غياب الشفافية و المنافسة الشريفة و غياب اليات الرقابة و كناش تحملات يراعي طبيعة المدينة و الرهانات المطروحة عليها ، بدل كناش وضع على المقاس لإرضاء جشع البعض و المضاربة ضدا على المصالح العليا للمدينة ، بل حتى كناش التحملات الحالي لا يطبق على علاته و هو ما يطرح تقييما شاملا لتدبير هذا المرفق و محاسبة كل المساهمين المباشرين و غير المباشرين  في الاختلالات التي تعتري هذا المرفق الحيوي و يعطي انطباعا بان المدينة تدبر بعقلية الفوضى و يسيء الى المجهودات التي تبدل  من هنا و هناك و هي مجهودات غالبا ما تكون مركزية من  اجل الرقي بهذه المدينة.

وطالبت وزير الداخلية حرصا على سيادة القانون و  على مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة و الشفافية و الحكامة، التدخل العاجل لوقف بما وصفوه العبث الذي لا يساير طموحات و رهانات ساكنة مدينة مراكش  في التنمية، وإصدار تعليمات بالقيام  ببحث معمق  و شامل بخصوص منتوج استغلال مواقف السيارات و الدراجات النارية و العادية التابعة لجماعة مراكش، و  إحصاء دقيق لمراكن  السيارات و الدراجات النارية و العادية بالمدينة و بأسواقها اليومية و لأسبوعية , و تقييم المداخيل المستحقة و الجزاءات الزجرية  المرتبطة  بالمخالفات  بمدينة مراكش والاستماع إلى إفادات و توضيحات رئيس الجماعة الحضرية للمدينة ، ولتوضيحات و إفادات رئيس قسم الجبايات بالجماعة الحضرية لمدينة مراكش ، و  الممثل القانوني للشركة نائلة  صفقة استغلال مواقف السيارات و الدراجات النارية والعادية  بمدينة مراكش ، و  إلى كل شخص قد يفيد في الوصول إلى الحقيقة و تحقيق العدالة، و حجز كافة الوثائق و المستندات ذات الصلة بالموضوع ، و إنجاز الخبرات الضرورية من أجل تقييم التكلفة المالية المرتبطة بالمخالفات المسجلة.

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت