حسن الشلغومي، رئيس منتدى آئمة فرنسا: الإرهابيون الملتحقون من اوربا ب(داعش) اعتنقوا الاسلام عن طريق ( غوغل) هؤلاء ضحايا الانترنيت

حسن الشلغومي، رئيس منتدى آئمة فرنسا: الإرهابيون الملتحقون من اوربا ب(داعش) اعتنقوا الاسلام عن طريق ( غوغل) هؤلاء ضحايا الانترنيت

- ‎فيسياسة
242
6

حسن الشلغومي، الفرنسي من أصول تونسية،  إمام مسجد درانسي بالعاصمة الفرنسية باريس، ورئيس أئمة فرنسا، نشر كتابا يشرح فيه أفكاره عن الإسلام المتسامح ودعوته إلى الحوار مع الديانات الأخرى المسيحية واليهودية. ويناضل الشلغومي من أجل إسلام الأنوار.

وأكد الشلغومي في هذا الحوار الذي اجرته معه،أن الجهل بأصول الدين الإسلامي، هو الذي آدى  إلى ظهور جماعات متطرفة، موضحا آن عملية استقطاب الشباب من أجل الإنضمام إلى هذه المنظمات الإرهابية تتم عبر الانترنيت، مبرزا أن شيخهم صار هو ( غوغل)، كما حمل المسؤولية إلى جماعات الإخوان المسلمين في ظهور مثل هذه التنظيمات، مضيفا أن هناك 4 آلاف شخص من أوربا التحقوا بداعش، مبديا خشيته أن يعودوا هؤلاء إلى ديارهم باوربا ويقومون بجرائم ارهابية.

وطالب الشلغومي في الحوار، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، بالتحرك الى أوربا وخصوصا بلجيكا من أجل تأطير الشباب المغربي، مؤكدا على وجود فراغ كبير في المجال الديني، من أجل قطع الطريق على استقطابهم من طرف الجماعات المتطرف.

 كيف ترى ما فعله المغرب مع بعض الدول كمالي والكوت ديفوار حين أرسل بعثات دينية، وبعض إرسالياته إلى أوروبا، كيف ترى هذه المبادرة؟

الإسلام هو لكل زمان ومكان، الإسلام الذي يطبق في المغرب ليس هو الذي يطبق في إيران، وليس هو الذي يطبق في بعض الدول الأخرى، هذا الدين هو رحمة، عندنا نحن في فرنسا، وفي أوروبا أئمة يكونون في منظمات معروفة بالتطرف، أما ما دعى إليه المغرب أن يكون أئمة في السنغال ومالي لأجل التوحيد، لأنه في افريقيا عرف الاسلام الذي يجادل الناس بالتي هي أحسن، اسلام الرحمة، اسلام الذي بينك وبينه عداوة ترى فيه الصديق لا العدو، أما الآن بصعود الجماعات المتطرفة، على غرار شباب الصومال، وبوكو حرام، وبعض الشباب الذين تكونوا في بعض الدول،عوض أن يعودوا لصحيح الدين ورحمة الدين، انخرطوا في السلفية الجهادية، نحن نريد الاعتدال والتناصح،من هذه الصورة وتلك صار لدينا تعدد المناهج الفقهية، وغدت الأفكار التكفيرية حتى أصبح الأخ يكفر أخاه.

ماهي الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع في نظرك؟

الجهل…جهل كبير بأصول الدين، بمقاصده، قالها عز وجل”لو كنت فظا غليظا لانفضوا من حولك” الرسول(ص) نهل أسلوب الاعتدال. وعدم أدراك مبادئ الدين هو أيضا سبب آخر، وثانيا ظاهرة الانترنت في الخمس عشرة سنة الأخيرة،صار إماما لشباب وشيخهم هو غووغل، حيث انتشرت أفكار تعارض مصالح البلد عبر شبكة الانترنت، وكذا انتشار الأفكار الجهادية-الاجرامية- كما أسميها. كنا نسمع الإمام في المسجد، الآن صار الاستقطاب عبر الانترنت من طرف شيوخ الجماعات المتطرفة، نأخذ مثلا في تونس، رغم المنع وغير ذلك، لكن وجب توجيه الشعوب أولا، ثم يأتي السياسي والأمني وغير ذلك.

يقال أن البطالة والفقر ودواعي أخرى هي السبب وراء انضمام الشباب للتنظيمات الارهابية للجهاد في سوريا، ما رأيكم فيما يقال؟

نتيه حينما نبرر، لست أنا فقير أصير إرهابي، طيب، نأخذ نلسون مانديلا، سبع وعشرون سنة في السجون، لكنه لم يتحول لإرهابي… هؤلاء عانوا القمع والسجون وهم  الآن يتمتعون بالحرية وأشياء كثيرة ،لا حاجة أن نبرر بشكل خاطئ،هؤلاء حينما وقعت الأزمة في سوريا-الأزمة الداخلية- كما أسميها من جهتي، بعضهم لا يعرف حتى أين توجد سوريا، سوريا فيها المجتمع المدني، فيها العلمانيون، فيها الإدريسيون، والشيعة والسنة، الكل يتعايش فيها، فالشباب المغاربي درسوا في سوريا، درسنا فيها في الثمانينيات، سوريا فيها تعليم مجاني، درست بجامعة المطفى أمامها كانت الكنيسة،لم نسمع يوما طالبا يخرج ويكفر أحدا. هم أهل كتاب متعايشون، المشكل الحقيقي هو في سياسة بوش 2003  جلبت الخراب، دمرت العراق وأرض بابل، دمرت أرض العلم والتسامح، هذه الأزمة لم تحل طيلة عشر سنوات، الاعتداء على السنة وأهاليهم، أبيحت نساؤهم، هذا الكمين من الحقد في الداخل صنع ارهابيين بالطبع، عدم الثقة ؛يقولون أن الانسانية نستهم، الجماعات الشيعية-أنا أحترم الإخوان الشيعة- كما أن لدينا علماء السنة على رأسهم الأزهر والقيروان والقرويين بفاس والسعودية،أناديهم أن يقولوا للجماعات التكفيرية: لا علاقة لكم بالاسلام، كما قالها شيخ الأزهر ومفتي الديار السعودية، أولئك هم أعداء الاسلام،أين علماء الشيعة؟ اخرجوا من صمتكم قولوا للملشيات التي تقتل في العراق، أن هذا هو منبع الفتنة الطائفية،وما دفعته العراق هو ما أنتج البغدادي المجرم، وغيره من المجرمين… في تونس بعد الثورة فتحت الأبواب للمتطرفين، أيام بن علي لم يكونوا موجودين، صحيح أنه كان ديكتاتوريا، وبعد أن كانت الثورة نتساءل لماذا يدفع الشباب ثمنها؟ فتحوا أبواب الهجرة غير الشرعية، قتلوهم في البحار، الأمهات تندب أبناءها، ما أكله البحر المتوسط من أبناءنا لم تأكله الحدود، ثانيا يعدون شبابنا بالحور العين في سوريا، لماذا يدفع أبناءنا الثمن؟ العائلات وقعوا في الأمرين، الارهاب والعنصرية،ستة آلاف شاب وشابة بعثوا لسوريا، متى سمعنا في تاريخنا جهاد النكاح؟ وهو جهاد السفاح من وجهة نظري، بناتنا طعن في شرفهن،ومن المغرب ستمائة أو أكثر ذهبوا، مئات من الشباب تم فتح الأبواب أمامهم، ثم جاءت الفتنة، بوقها الذي أعلن عنه في مصرسنة2012 بقيادة الإخوان ودعوا للجهاد في سوريا، هنا أعطوه التشريع وزكوهم،نحن ضد النظام الذي يقتل شعبه،هم يعبؤون شبابنا عبر الانترنت.

أنت تحمل المسؤولية للإخوان المسلمين؟

 بالطبع يتحملون المسؤولية، فتحوا الأبواب، أفتوا بقتل البوطي رحمه الله، وغير ذلك، لا تعني الغيرة على سوريا وشعبها، الزج بالأبرياء والشباب، لماذا لا تدفع الدول الثمن؟ لماذا تركيا لا تتحمل مسؤولياتها، أتدري من أوروبا كما ذهب،4 آلاف شخص تقريبا، ذهب الشباب بهذه الصورة، مواقع الانترنت شغالة عليهم، ودول اشتغلت على إرسالهم أيضا، الآن مصيبة بل كارثة (جبهة النصرة،داعش..) استعملوا دولة الاسلام، حتى الغرب كذلك استعمل الاعلام كذلك،الدولة تبنى على قوانين، لا على القتل والتخريب، الاسلام يتنافى مع كل هذا، هناك من سهر على ارسال شبابنا إلى سوريا،إما لإسقاط نظام الأسد، أو النظام الإيراني، أنا أخشى ما أخشاه وقد قلتها للبابا عودة هؤلاء لارتكاب جرائم في البلدان التي انطلقوا منها،المهدي بنوش ارتكب جريمة في بروكسيل، الشعوب في أوروبا خائفة، حتى الدول العربية خائفة، لكننا نفهم أن كل هذا لا علاقة له بالاسلام، أوروبا لا تفهم هذا، أضحت تخاف الاسلام والمسلمين، إن سكوت الأغلبية المسلمة غير مبرر، فأبناءها هم من يدفعون الثمن، وهم كبش الفداء. أخت محمد مراح التي ذهبت بأربعة أبناء إلى سوريا، نحن كأئمة حينما يأتي الأباء يسألوننا عن اصطحاب أبنائهم للحج؟ نبرر لهم أنهم قد يعرقلونهم، فما بالك بأرض فيها الحرب، وهذه العاقلة،إذا كان في رأسها عقل، هل كانت ستأخذ أربعة أطفال إلى سوريا حيث الخراب وانعدام السلام؟هناك يوجد اغتصاب البنات…وقعت هذه الأحداث في تونس وليبيا، حبلى بالزنا، لا تدري إلى متى سنستمر ساكتين عن هذا الأمر؟ نحن نختلف يا سيدي، لكنني متأكد مائة بالمائة أن الأمة جمعاء ترفض أن يكون أبناؤها أكباش فداء. ولا بارتفاع العنصرية بأوربا.

لكن هناك أيضا فرنسيين وأوربيين هاجروا إلى سوريا والعراق من أجل الانضمام إلى داعش؟

نعم هناك 20 إلى 30 في المائة الذين ذهبوا من فرنسا هم من معتنقي الاسلام، لكن سامحني هؤلاء لم يعتنقوا الاسلام بالمحبة والرحمة، بل اعتنقوه بالنقمة، هؤلاء الشباب الصيع، ماذا فهموا من مبادئ الدين، ماذا فهموا من الجهاد؟ ما معنى الجهاد؟  المنباذة والقتال. أصول هذا الدين الشريف ومعانيه، أظن أن هؤلاء أبناء ( كوكل)، اعتنقوا الاسلام عن طريق ( كوكل)، هؤلاء ضحايا (كوكل) والانترنيت والنظام المخباراتي. إذا كانت الحكومات الغربية والأوربية وعلى رأسهم عجزوا بأن يغقلوا بعض المواقع الإرهابية التي يدفع أبناءنا الثمن، بمبرر عدم وجود امكانيات مادية لذلك، فلماذا ترسلون الآلاف من الجنود والملايين من المصاريف لإسقاط قنابل على هؤلاء. مع ان القنبلة موجودة في الانترنيت، وهي مواقع الشر والتي تستقطبهم .

من أين لهم بكل هذا المال. كيف لـ 1200 يسافروا عبر الطائرة، أين النظام التركي، أنا أسأل النظام التركي : ماذا تريدون بنا؟ إذا كنتم بالفعل تغارون على الشعب السوري، فلماذا نحن ندفع الثمن ؟ لماذا تتركوهم يعبرون . لقد تركوا 4 ألاف عبروا، الآلاف من تونسيين عبروا والمئات من المغاربة عبروا .. لماذا؟ هل تريدون أفغانية أخرى؟  أنا ما اخافه هو عودة هؤلاء  ويقومون بالتفجيرات بأوربا، فإذا وقعت في أوربا فقد فتحنا أبواب جهنم علينا ، أبواب العنصرية، أبواب الاعتداء، أبواب التعنيف ، أبواب التهجير … سيكونون بالآلاف سيهجرون من اوربا ، والله إن لم نتحرك ونفهم حساسية الموقف ستكون محرقة للمسلمين، لأن هناك أزمة اقتصادية ، هناك تخوف من الإسلام . انظروا في الانترنيت فتحوا السب والشتم على المسلمين وصفوهم ب(الارهابيين ، قتلة، مجرمين، اخرجوا من أرضنا لا تأتوا إلينا.. من هؤلاء…) وقد بدأت ترتفع هذه الأصوات ضد المسلمين.. وأمام هذا هو سكوت الأغلبية المسلمة، التي تظن انها في منأى عن كل ذلك ، وهذه سفينة ان غرقت غرقت بالكل، مع ضعف بعض الحكومات في أوربا. وأنا اخذ موقفا صارما من كل ذلك وأجرم كل من وراء ذلك.  يكفي من الحسابات والمزايدات..

لكن المغرب بدأ يتحرك في هذا الاتجاه خصوصا في أوربا؟

الدور الذي تلعبه المغرب، وبما أني على أرض المغرب الآن، فبلجيكا من اولوياته. أنا أطلب من وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، التحرك إلى بلجيكا والنظر مع السلطات البلجيكية في عين المكان، وايضا الآئمة المغاربة الموجودين ببلجيكا، ووضع خطة وتقنية للحد من هذا الفكر الارهابي، الجهنم التكفيري ، الجهادي الذي يدفع له الثمن، ثم اتمنى لو تكون لكل الشباب المغربي والعائلات المغربية حملة وطنية بأرض المغرب ضد العنف والارهاب، ويستفيد منها المغاربة الموجودين في أوربا خصوصا الشباب. فكيف نحمي أبنائنا، فالمكاتب الموجودة هناك عاجزة في التعامل مع أبناء الجالية. فإذا فشلت مكاتب امنية هناك فليكن هنا مكاتب عملية تسمع شكاياتهم وتعرف مشكلاتهم ( اجتماعية، عائلية، ….) فهناك أشخاص جهنميين يشتغلون ليل نهار من اجل استقطاب أبناءنا عبر الانترنيت .. أظن أن على الدولة المغربية ان تنظم دورات تكوينية لأمهات وآباء شباب المهجر الذين يستعملون في القتل، وأول من يقتلون المسلمين أبناء عمومتهم. وكل من يمثل الاعتدال والديمقراطي

لكن ما هو دوركم أنتم كأئمة تلامسون واقع الشباب في أوربا؟

هذه سنوات، كنت اردد وأقول: احذروا من التطرف، احذروا من الراديكاليزم، والتشدد، هذه سنوات تكلمت، طالبت بتكوين الأئمة فرنسيون وأوربيون، إلى يومنا هذا تحققت بعض المشاريع الفردية . لم يفعل ذلك. ثالثا، حذرتهم من المواقع الانترنيتية. هذه اموال تدفع، مواقع كل يوم تفتح أبواب جهاد وتكفير وتسريب لهذا الفكر، رابعا ، كل ما وقع وحدثـ،إلا وكنا نحن في الواجهة، لنعطي إشارات ونبرات للمجتمع الفرنسي للتهدئة . خامسا،  تكلمنا في المساجد خلال خطب الجمعة، خلال كل هذه الشهور، فحديث الساعة نتكلم في هذه المواضيع . وأن هذا لا علاقة له بالاسلام، وأن من يقول سوريا هي آخر الزمان، بل كاذب وان اخر الزمان هي هذه الفتنة ، وهم من خلقوا الفتنة وأن ما ادعوا عليه فهو باطل. وان هذه الفتنة داخلية ، وان ذلك ليس بجهادا. ثم نطالب من خلال منبركم، لماذا لا تكون لجنة من كبار علماء المسلمين، وتكون حملة لمدة شهر كامل ضد التكفيريين وهؤلاء الذين شوهوا الاسلام والمسلمين. يبدؤوا بفرنسا باعتبارها تضم جالية كبيرة من المسلمين، ثم بلجيكا، وألمانيا ….

ألا ترى معي أننا نعطي لـ ( داعش) قيمة أكثر من حجمها؟

أكيد أن الاعلام يشتغل.. لماذا الإعلام لم يتحرك في جنوب افريقيا لما قتل 24 ألف شخص مسلم قتلوا هناك. قتلوهم أشخاص يدعون أنهم مسيحيون. .وأيضا ما يقع في العراق، هناك إعلام وراء ذلك، ولكن معذرة، فالعدد خطير، لأنهم تمكنوا من أسلحة من نظام صدام حسين، ومن نظام المالكي الذي خسر المال والقوة كذلك،  لماذا الغرب تكلموا كثيرا، لأن أبنائهم هاجروا إلى هناك . آلاف الاوربيين ذهبوا. وتخوفهم من هذا الأمر، فربما لم يجدوا حلا لنظام الأسد، فكان الحل ضرب (داعش) وبعد ذلك لا أدري من سيضربون .

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،