باعتبارها أحد المكونات الأساسية للبنية السوسيو اقتصادية، تعتبر الصناعة التقليدية فاعلا حقيقيا في انعاش الحركة التجارية والسياحية على مستوى إقليم الصويرة.
وحسب تقرير للمديرية الإقليمية للصناعة التقليدية، فإن هذا القطاع، بحمولته الحضارية التي تعكس الهوية الإقليمية والمحلية، يشغل عددا مهما من اليد العاملة، ويمكن من توفير العملة الصعبة.
ويضم هذا القطاع بالإقليم 14 ألف صانع ، وهو ما يمثل 31 في المائة من الساكنة النشيطة على مستوى الإقليم، من ضمنها 3500 صانعا في نجارة خشب العرعار ( 25 في المائة)، و3500 صانعا في النجارة العامة (25 في المائة)، و3000 صانع في المنتوجات النباتية ( 43, 21 في المائة)، و2900 صانع في النسيج التقليدي( 7, 20 في المائة)، و500 صانع في الحدادة الفنية ( 57, 3 في المائة)، و400 صانع في مجال الصياغة ( 86, 2 في المائة)، و150 صانع في الفخار( 07, 1 في المائة)، و50 صانعا في المنتوجات الجلدية ( 36, 0 في المائة).
وأفاد المصدر نفسه، أن عدد التعاونيات الحرفية بالإقليم يبلغ 36 تعاونية، من ضمنها 22 تعاونية أحدثت في الفترة مابين 2013 و2017، حيث يصل عدد المنخرطين بها إلى حوالي 385 شخصا. أما الجمعيات الحرفية فحدد عددها في 58 جمعية ، من بينها 20 أحدثت خلال هذه الفترة، وتضم هذه الجمعيات 705 منخرط، فضلا عن توفر الإقليم على 16 مقاولة تضم 48 منخرطا.
وبخصوص نسبة الانتاج المحلي ورقم المعاملات بالدرهم حسب نوع الصناعة التقليدية، فيحتل قطاع النجارة الصدارة ب50 في المائة من الانتاج المحلي وبرقم معاملات يصل إلى 40 في المائة ، متبوعا بقطاع المعادن ( 20 في المائة من الانتاج المحلي، 30 في المائة من رقم المعاملات)، والنسيج ( 15 في المائة من الانتاج المحلي، و10 في المائة من رقم المعاملات)، يليه القطاعات الأخرى ب 5 في المائة من الانتاج المحلي، و5 في المائة من رقم المعاملات).
ومن بين أهم نقاط القوى التي سجلها هذا التقرير، تمتع الإقليم بتراث حرفي غني وخبرة متميزة منذ أكثر من قرنين في حرفة الصياغة والحلي، والدينامية الثقافية للمدينة التي ساهمت بدورها في إلهام الحرفيين إبداعات جديدة، وعرض كبير ومتنوع في المنتوجات التقليدية، وتوفر يد عاملة مؤهلة، وسوق محلية مهمة، وتنظيم تظاهرات ومهرجانات عالمية سنوية، ومراكز التكوين في حرف الصناعة التقليدية .
وارتباطا بالاكراهات التي يعاني منها هذا القطاع، فتتمثل على الخصوص، حسب ذات المصدر، في ضعف هيكلة مسالك التزود بالمواد الأولية، واللجوء إلى آليات بدائية تؤثر سلبا على جودة المنتوج ومردودية الصانع، إلى افتقار ظروف عمل الصناع التقليديين للشروط الأساسية للنظافة والوقاية والسلامة، وضعف التكوين في مجال تقنيات التسويق ومحدودية قنوات التسويق في القرى.
وأشار التقرير إلى أنه تم تسجيل ضعف إقبال الشباب على تعلم مهن الصناعة التقليدية بسبب الأفق غير المضمون، ومنافسة المنتوجات الفضية من طرف المنتجات القادمة من الخارج، وصعوبة التزود بالمواد الأولية، وتمثيلية ضعيفة للمقاولات الصغرى والمتوسطة في النسيج الانتاجي .
ومن أجل تجاوز هذه الاكراهات وضمان نقل الخبرة للأجيال الصاعدة، فقد تم إيلاء اهتمام خاص للجانب المتعلق بالتكوين النظامي، من خلال التدرج المهني، والتكوين المستمر، وذلك في مختلف حرف الصناعة التقليدية.
وفي إطار المخطط الجهوي الاستراتيجي للصناعة التقليدية على مستوى إقليم الصويرة، تمت برمجة وتنفيذ عدة مشاريع تروم تطوير ودعم المنتوج والنهوض بمهن الصناعة التقليدية المميزة بالإقليم، علاوة على تنظيم عدة دورات لتكوين وتأهيل الصانع التقليدي، وتأهيل مجمع الصناعة التقليدية ومركز التأهيل، وتحسين ظروف العمل من حيث الوقاية والسلامة.
وبالنسبة لمشاريع قطاع الصناعة التقليدية بإقليم الصويرة، الغير مدرجة في إطار المخطط الجهوي الاستراتيجي للصناعة التقليدية، يوجد بناء مركب مندمج للصناعة التقليدية ، الذي انطلقت أشغاله في يوليوز 2017، واقتناء المعدات التقنية لفائدة جمعيات حرفية متخصصة في الخشب والمنتوجات النباتية.
وأشار المصدر نفسه، إلى أن الإقليم سيتوفر لاحقا على منطقة لأنشطة الصناعة التقليدية بمساحة تقدر بخمسة هكتارات، فضلا عن المشاريع المصادق عليها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية باعتبارها أنشطة مدرة للدخل لفائدة حوالي 173 مستفيدا.