طارق أعراب
أشارت صحيفة China Global South في تقرير حديث إلى أن تبني السيارات الكهربائية في إفريقيا لا يزال بعيد المنال، معتبرة أن ضعف البنية التحتية، وارتفاع تكاليف التصنيع والاقتناء، تجعل من هذا التحول خيارًا غير واقعي في الوقت الراهن بالنسبة لغالبية الدول الإفريقية. لكن في خضم هذا الواقع، يبرز المغرب كحالة مختلفة، بفضل رؤية استراتيجية سابقة وتحركات فعلية على الأرض.
خلال السنوات الماضية، استطاع المغرب أن يؤسس قاعدة صناعية متقدمة في مجال السيارات، حيث نجح في استقطاب شركات كبرى مثل رونو وبيجو ستروين، فضلاً عن إنتاج نماذج كهربائية بالكامل، كسيارة Citroën Ami التي تُصنّع بالقنيطرة. هذا التحول لم يكن فقط موجهًا لتلبية حاجيات السوق المحلية، بل جعل من المملكة مركزًا إقليميًا لتصدير السيارات، خصوصًا نحو السوق الأوروبية.
ويأتي هذا التقدم في سياق دعم متواصل لمشاريع الطاقات المتجددة، حيث راكم المغرب تجربة رائدة في إنتاج الكهرباء النظيفة، ما يُعزز فرص نجاح الانتقال نحو التنقل الكهربائي المستدام، ويمنحه مصداقية في هذا المجال مقارنة بجيرانه في القارة.
ورغم أن امتلاك سيارة كهربائية لا يزال مكلفًا بالنسبة لفئات واسعة من المواطنين، فإن توفر بنية صناعية ولوجستيكية متكاملة، مدعومة بإرادة سياسية واضحة، يجعل من المغرب حالة واعدة في القارة الإفريقية. في وقت لا تزال فيه دول أخرى تبحث عن الانطلاقة، يبدو أن المغرب وضع قدمه فعليًا على سكة المستقبل الكهربائي.
