خدبجة العروسي- تصوير: ف. الطرومتي
تحوّل شارع الرميلة، الممتد بين دار الباشا وساحة جامع الفنا الشهيرة، إلى مشهد يومي مزعج بفعل تراكم الأزبال وانتشار الروائح الكريهة، في منظر يسيء إلى صورة مراكش كواحدة من أبرز الوجهات السياحية بالمغرب والعالم.
هذا الشارع الحيوي يُعدّ ممراً رئيسياً يربط بين أزقة المدينة القديمة وقلبها النابض ساحة جامع الفنا، ويشكّل نقطة عبور يومية لآلاف السياح المغاربة والأجانب، إلى جانب ساكنة المدينة العتيقة الذين يعتمدونه في تنقلاتهم اليومية. غير أن مشهد تراكم النفايات وانبعاث الروائح، خاصة في ساعات الظهيرة، صار يُثير استياء الزوار والمارة، ويطرح أكثر من علامة استفهام حول تدبير النظافة في هذا الممر التاريخي والسياحي الحساس.
فاعلون جمعويون عبّروا عن قلقهم إزاء هذا الوضع، معتبرين أن استمرار الإهمال البيئي في شريان سياحي بهذا الحجم يُهدد جاذبية المدينة الحمراء ويؤثر سلباً على تجربة الزائر، التي من المفترض أن تكون محاطة بالجمال والنظافة، لا بالعشوائية والأوساخ.
ويُرجع بعض السكان المشكل إلى ضعف تدخلات مصالح النظافة، سواء من حيث عدد الحاويات الموضوعة أو انتظام عمليات التفريغ والتنظيف، فضلاً عن سلوكيات بعض التجار والعابرين الذين لا يلتزمون برمي النفايات في الأماكن المخصصة لها.
السؤال المطروح اليوم: هل يعقل أن يبقى ممر سياحي بهذا الحجم، والذي تعبره يومياً وفود من مختلف بقاع العالم، في حالة بيئية مزرية دون تدخل عاجل من الجماعة والسلطات المعنية؟ وهل من استراتيجية واضحة للحفاظ على نظافة المدينة القديمة التي تُعدّ واجهة المغرب التراثية والسياحية أمام العالم؟
إنّ ما يحدث في شارع الرمبلة ليس مجرد مشكلة بيئية، بل هو اختبار حقيقي لمدى احترام المدينة لزوارها ولسكانها على حد سواء.