عبد الرحيم الضاقية
في إطار تتبع تداعيات زلزال 8 شتنبر 2024 قامت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ومنظمة اليونسكو، بتنظيم ورشات للتكوين في مجال تدبير الكوارث والطبيعية والتعامل معها في الوسط المدرسي.
وقد امتدت هذه الورشات من 20 إلى 25 فبراير 2025. وعقدت الورشة الأولى مع مديرية الحوز -الأكثر تضررا- في مدينة مراكش، واللقاء الثاني في شيشاوة.
وقد أعطى مدير الأكاديمية انطلاقة هذه الورشات التي تروم تقوية قدرات الاطر الادارية بهاتين المديريتين في مجال التدبير الناجع والفعال لإدارة واستباق الكوارث الطبيعية.
وفي نفس الجلسة أعطيت الكلمة للمدير الإقليمي بالحوز وكذا للمسؤولة عن قطاع العلوم بمكتب اليونسكو بالرباط حيث تطرقت الى تجربة هذه المنظمة في دعم الدول في بناء آليات التشخيص وإعداد مخططات عمل تساعد على تجويد نظام أمن وسلامة المدارس ومرتفقيها خلال الكوارث الطبيعية وكذا الحد من آثارها بعد حدوثها مع عرض نماذج لأدوات العمل المعتمدة والجهاز المفاهيمي لهذه المقاربة.
وانتقل الخبير إلى مدينة شيشاوة لاستكمال مهمته حيث تم اللقاء مع أطر المديرية يتقدمهم المدير الإقليمي الذي تناول في كلمته الافتتاحية لأشغال هذه الورشة، تداعيات الزلزال الذي شهده الإقليم، وما خلفه من خسائر مادية وبشرية منوها بالمجهودات الجبارة المبذولة من طرف السلطات الإقليمية ،
كما شكر الجهات المختلفة على مجهوداتها في الإشراف وتتبع مختلف العمليات والمشاريع المؤهلة للمرافق المتضررة، ومشيدا بالمجهودات الكبيرة التي بذلها الجميع وخصوصا نساء ورجال التعليم على مستوى المؤسسات التعليمية من اجل ضمان الاستمرارية البيداغوجية للتلميذات والتلاميذ والتقليص من اثار الصدمة على نفوس المتعلمين.
ولم يفته شكر رئيس جمعية تلدات للتنمية والتعاون على استضافة أشغال الورشة بفضاءات الجمعية. أما الخبير الوطني الدكتور عبد الحق الحياني، خبير منظمة اليونسكو فقد ذكرا المشاركين في الورشتين بنقطتين أساسيتين أولهما ان تفاعل المغرب كان إيجابيا واستثنائيا، أثناء الزلزال الذي كان مفاجئا محدثا صدمة للجميع، وأن الدولة عملت على إرساء وتفعيل نموذج مؤسساتي وتدبيري واستراتيجي لتبعات هذا الزلزال، منوها بالمجهود والصمود في ظرفية استثنائية ضمن من خلاله التحصيل الدراسي والاستمرارية البيداغوجية للتلميذات والتلاميذ في وقت قياس.
و في النقطة الثانية أوضح أن التغيير السريع والمتعدد الأبعاد الذي يشهده العالم، مذكرا الجميع باننا مطالبون اكثر من أي وقت مضى بالتحرك والاستباق للاستعداد لهذا التطور السريع في مجال المخاطر الطبيعية، ومركزا على المقاربة الاستباقية والحكامة، ومذكرا بسياق التعاون بين منظمة اليونسكو و وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة وبشكل خاص مع أكاديميتي مراكش-اسفي وسوس ماسة والمديريات الإقليمية الثلاث: الحوز، شيشاوة وتارودانت، معتبرا ان هذه الورشات التكوينية تدخل في نطاق تجريب المشروع على ان يتم التشاور والتنسيق مع وزارة التربية الوطنية في ما يخص منهجية ومقاربة تعميم هذا المشروع على باقي جهات وأقاليم المغرب. وقد تضمن برنامج أشغال هذه الورشة التكوينية، تقديم ودراسة مجموعة من الأليات تندرج في إطار التدبير الاستباقي والتخطيط والحكامة لمواجهة المخاطر الطبيعية بالمؤسسات التعليمية، خصوصا فيما يتعلق بإعداد وإرساء خطط محلية لتدبير المخاطر الطبيعية داخل المؤسسات التعليمية. يذكر ان الدكتور الحياني عمل مديرا مركزيا بوزارة لتربية الوطنية، حاصل على الدكتوراه في حكامة الأنظمة التربوية، ومهندس رئيس في أنظمة المعلومات، وخبير مستشار في السياسات الاجتماعية والتربوية، ومدير مكتب الدراسات الاستشارة وبناء القدرات (CBC). أصدر كتابا حول الموضوع تحت عنوان «حكامة النظام التربوي المغربي والنجاح المدرسي للتلاميذ/ات».
