طارق أعراب/ تصوير: ف. الطرومبتي
تستعد ساحة جامع الفنا، القلب النابض لمدينة مراكش، لبدء عملية التزليج في شهر مارس المقبل، في خطوة تهدف إلى تحسين بنيتها التحتية والحفاظ على طابعها التراثي الفريد. وقد تم بالفعل اختيار نوع الزليج الذي سيُستخدم في هذا المشروع، وهو زليج عالي الجودة يتناسب مع الطابع التاريخي والمعماري للمدينة الحمراء.
و وفقًا لمصادر مطلعة من جماعة مراكش، تم انتقاء زليج بمواصفات تجمع بين الجمالية والمتانة، بحيث يكون قادرًا على تحمل الضغط الكبير الذي تعرفه الساحة يوميًا، سواء من قبل الزوار أو الأنشطة التجارية التي تحتضنها. كما جرى الحرص على اختيار لون وتصميم يحافظ على الهوية البصرية لساحة جامع الفنا، التي تعد إحدى أهم الوجهات السياحية في المغرب والعالم.
و من المتوقع أن تؤثر الأشغال على بعض الأنشطة اليومية بالساحة، حيث سيتم تنفيذ المشروع على مراحل لتقليل تأثيره على التجار ورواد المقاهي والمطاعم المنتشرة في المكان. كما يُنتظر أن يُحدث المشروع جدلًا بين مؤيد يرى في العملية فرصة لتحسين البنية التحتية، ومعارض يخشى من طمس الطابع الأصيل للساحة.
و يطرح المشروع تساؤلات حول مدى احترامه للطابع التاريخي لساحة جامع الفنا، المصنفة ضمن التراث العالمي لليونسكو. فبينما يرى البعض أن التجديد أمر ضروري لضمان استمرارية المكان، يؤكد آخرون على ضرورة الالتزام بمعايير صارمة تحافظ على أصالته وروحه الفريدة.
مع انطلاق الأشغال في مارس المقبل، ستتجه الأنظار إلى هذا المشروع الطموح، ومدى نجاحه في تحقيق توازن بين الحداثة والحفاظ على التراث، ليظل جامع الفنا كما كان دائمًا، فضاءً مفتوحًا ينبض بالحياة.
