مراكش تضيء ليلها بإسم راوية

مراكش تضيء ليلها بإسم راوية

- ‎فيفن و ثقافة
61
التعليقات على مراكش تضيء ليلها بإسم راوية مغلقة

خولة العدراوي

في خامس ليالي المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، توقفت الأنوار قليلاً لتضيء اسماً لا يشبه إلا نفسه. راوية… تلك السيدة التي دخلت قلوب المغاربة بصوتها الخشن وملامحها الصادقة، وقفت مساء أمس وسط قاعة امتلأت بمحبتها قبل أن تمتتلئ بالحضور.
لم يكن الحفل مجرد تكريم، بل كان لحظة اعتراف جميلة تتقاطع فيها الدموع مع الابتسامة، وتروي فيها السينما جزءاً من حكايتها مع امرأة صنعت مساراً استثنائياً بلا صخب وبكثير من الصدق.
توافد نجوم الفن واحداً تلو الآخر نحو الميكروفونات، وكلهم يحملون الجملة نفسها بطرق مختلفة:
“راوية ليست فقط فنانة… راوية روح.”
ففي تلك الأمسية التي خصصت لها، لم يحتف بموهبتها الفنية فحسب، بل احتفل بإنسانيتها التي لا تقل وهجاً عن حضورها أمام الكاميرا. زملاؤها تحدثوا عن امرأة ألهمت أجيالاً وعن فنانة قادرة على تحويل أبسط الأدوار إلى لحظات إنسانية كبيرة، وعن قلب ظل مفتوحاً للجميع، لا يعرف التصنع ولا الادعاء.
كانت القاعة شاهدة على لحظات عميقة: شهادات مؤثرة، نظرات امتنان في أعين أفراد عائلتها، ووجوه فنانين حملوا لها تقديراً تراكم عبر عقود من العمل، والتواضع، والالتزام.
ولمّا انتهت الكلمات، نهض الجمهور واقفاً، في تصفيق طويل لم يكن عادياً. كان أشبه بكتاب محبة يُطوى على مهل، أو بدعاء صادق ينساب من القلوب. تصفيق يعلن – دون لغة – أن راوية لم تكن مجرد ممثلة، بل ذاكرة مشتركة، وقطعة دافئة من وجدان المغاربة.
هكذا ختمت راوية ليلتها: مكرّمة، محمولة على حب الناس، ومتوجة بمسيرة لا تزال تزرع الدهشة في كل بيت شاهد إحدى شخصياتها ذات يوم. وفي مراكش، وسط سحر المدينة ووهج السينما، كُتب فصل جديد من قصة فنانة كبيرة… قصة اسمها راوية.

You may also like

الوكيل العام بمراكش خالد كردودي يترأس يوم دراسي حول مستجدات المسطرة الجنائية في ضوء القانون 03.23

متابعة/ كلامكم بتاريخ 3 دجنبر 2025، نظم السيد