محمد خالد/ تصوير: ف. الطرومبتي
واش سمعتو بالجديد؟ ماشي فنان شعبي، ماشي حكواتي، ماشي ساحر… هاد المرة نجم الساحة ماشي بنادم، هاد المرة قط! آه والله، قط ديال جامع الفنا شد بلاصتو فالنص ديال الساحة، حاط طبسيل قدّامو، وعامل فيها بحال فنان الشارع، ولكن الفرق… راه ما تيغنيش، ما تيرقصش، تيطلب باش يداوي رجليه لي تكسرو!
القط، لي سماوه الناس “مول الطبسيل”، قاصح فراسو، قاعد نيت فالساحة، بحال شي شيخ صوفـي فحضرة ديال الذكر، عينيه دايرين فالدنيا، ووجهه فيه واحد النّظرة ديال الحزن والكرامة في نفس الوقت… بحال شي فيلسوف خرج للتقاعد وباقي تينتقد الحياة من فوق طوبو.
بعض الناس قالو راه تزلق فوق الزيت ديال البغرير، شي وحدين قالو تهرّس ملي تلاح من فوق السطح هارب من كلبة حومة، وشي وحدين داروها فيلم مصري: “تخلى عليه صاحبو البزناز وهرب من الأمن”. المهم، الرجلين مكسّرين والطبسيل مكوّم قدامو.
الناس بدات كتجي تصوّرو معاه، كتقوليك:
ـ “راه حيوان ولكن فاهم اللعبة، طلب المعقول ماشي الجيف”…
واحد مول قهيوة قرب ليه ريال، قال ليه:
ـ “سير داوي بيه رجليك، ولكن متبداش تديها فالبيرة من دابا!”
الدراري الصغار دارو ليه صفحة فأنستغرام: “قط جامع الفنا”، ومتابعينو طلعو كثر من شي فنانين مغاربة تيتخلصو من الدعم، وشي مؤثرين تيمشيو يصورو العطرية وكاع ما كايطيبو.
ناس الصحة الحيوانية جابو واحد خبيرة باش تشوف الحالة، ولكن ملي قربات ليه، ..عطاها نظرة بحال تيقول:
ـ “ماشي كلشي خاصو التشخيص، راه كاين لي خاصو غير شوية ديال التعاطف وطبسيل عامر بالدراهم!”
الخبيرة تصدمت من المستوى التمثيلي ديالو، وقالت للي معاها:
ـ “أنا قريت علم السلوك الحيواني فباريس، ولكن هاد القط قرا الحياة فجامع الفنا!”
ووسط هاد البوز والبلبلة، جا واحد فنان شعبي قديم وقال:
ـ “أنا 30 عام وانا كنغني فالساحة وما وصلتش داكشي لي وصل ليه هاد القط فجمعة وحدة… وا راه حتى حْنّا خاصنا طبسيل!”
الجمعية ديال حقوق الحيوان قرّرات تدير حملة تضامن، سميتها “خلي القط يوقف على رجليه”، ودارو ليه حتى لوغو فيه صورة ديالو وهو معصب، وتحته مكتوب:
“كفى من التسوُّل… خاصني سوليدارِة!”
المصيبة ماشي فالرجلين المكسّرين، المصيبة فـالعينين لي ولات ما كتبكيش على قط كيتألم، ولكن كتبكي غير على عدد اللايكات فتصاورو.
ولّي زاد الطين بلة، أن شي يوتوبر قرر يدير عليه سلسلة ديال الحلقات:
“قط جامع الفنا… من الزنقة إلى الزينة”، وكيصور معاه كل نهار باش يشوفو الناس التقدم ديال الحالة، ولكن فالواقع القط باقي تايستنى غير شي ريال يدوز.
فجامع الفنا، ما بقاتش الحكاية ديال جنيّة وبّوجلود، ولا ديال الكوبرا والطعريجة… ولات الحكاية ديال قط عندو كرامة، ما بغاش يسرق، ما بغاش يتحوّل لكركوز، تيطلب بشرف، وحاط طبسيلو قدّام عينين الناس، تيقول بصوت ما كيخرجش:
“عاونوني نرجع نمشي… ماشي باش نعيش، ولكن باش نوقف على رجليا!”
وهنا تنفهمو أن فبعض المرات، القطط تقدر تعلّمنا كيفاش نكونو بشر…
وكل طبسيل فالساحة ماشي بالضرورة فيه ضياع… كاين لي فيه درس!