طارق أعراب
بدأت السلطات المحلية في عدد من المدن المغربية تنفيذ قرار إغلاق أسواق بيع المواشي، تجاوبًا مع الخطاب الملكي الذي اهاب إلى عدم القيام بشعيرة أضحية العيد هذا العام. وقد شُرع في تفعيل هذا القرار في مدن مثل اسفي ، طانطان، أولاد تايمة، الحاجب، وهوارة، و العديد من المناطق الاخرى ، حيث تم تداول صور تؤكد تنفيذ الإغلاق وسط استجابة متفاوتة من الكسابة، الذين عبّر بعضهم عن تضررهم من هذا القرار.
يأتي هذا القرار في إطار التعامل مع النقص الحاد في القطيع الوطني نتيجة الجفاف المتواصل منذ سبع سنوات، والذي أثر بشكل كبير على المخزون الوطني من الأغنام والماعز. وقد أشار جلالة الملك محمد السادس في رسالته إلى أن القيام بشعيرة الأضحية في هذه الظروف الصعبة سيلحق ضررًا محققًا بفئات كبيرة من أبناء الشعب، لا سيما ذوي الدخل المحدود.
في الأيام الأخيرة، شهدت العديد من الأسواق ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار بسبب زيادة الطلب، حيث سارع البعض لاقتناء اجزاء من اضحية العيد كا (الرأس، الكبد، الكرشة…) التي تعتبر جزءًا من المائدة المغربية خلال العيد. كما سُجل تزايد واضح في بيع الأضاحي رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وهو ما اعتبره البعض مخالفًا للروح التضامنية التي حملها الخطاب الملكي.
و يجدر الإشارة الا ان شريحة كبيرة من الأسر المغربية قررت الامتناع عن شراء الأضحية تجاوبًا مع التوجيهات الملكية، ويُتوقع أن يُسهم إغلاق هذه الأسواق في الحد من المظاهر السلبية المرتبطة بالمضاربة واستغلال مثل هذه الأوضاع من أجل الربح المفرط، وتُعتبر هذه الخطوة بداية مسار إصلاحي أوسع يتطلب تدابير مستدامة لمعالجة آثار الجفاف وضمان استقرار السوق وحماية القدرة الشرائية للمواطنين.