نورالدين بازين/ تصوير: ف. الطرومبتي
القصة الكاملة للهروب الكبير من ولاية أمن مراكش
طارق أعراب في تلك الليلة الباردة من فاتح
نورالدين بازين/ تصوير: ف. الطرومبتي
لم تكن فيلا “لوسين” سوى شاهدة صامتة على عقودٍ من الذكريات، حتى جاء من قرر محوها عن الوجود، ليواجهوا مفاجأة لم تكن في الحسبان. كأن الأرض التي حملت جدرانها لعقود رفضت الانصياع للقرار، فانتفضت في لحظة انتقام غامضة، وابتلعت الجرافة التي امتدت أذرعها الحديدية لتمحو ماضيها.
في مشهد أقرب إلى الأسطورة، غاصت الجرافة الثقيلة تحت التراب الذي بدا وكأنه يرفض الانهيار تحت معاول الهدم، وكأن الأرض كانت تنتقم لمن عبثوا بصمتها. الحادثة التي استدعت جرافة أخرى لإنقاذ الأولى لم تكن مجرد تعثر تقني، بل رسالة تحمل الكثير من الرمزية، وكأن التاريخ يأبى أن يُطمس بهذه السهولة.
توافد العمال والمهندسون إلى الموقع، بعضهم مذهول مما حدث، والبعض الآخر يحاول تفسير الأمر علميًا، لكن في أذهان الكثيرين، بدت الحكاية وكأنها فصل جديد من صراع بين الماضي والحاضر، بين ما بُني بعرق الأجيال وما يُزال بقرارات سريعة لا تأبه للذاكرة.
قد يكون ما حدث مجرد صدفة هندسية، أو خطأ تقني في تقدير التربة، لكن للذين يرون في الأبنية أكثر من مجرد جدران، وفي الأرض أكثر من مجرد مساحة فارغة، تبقى حادثة فيلا لوسين شاهدًا على أن بعض الأماكن ترفض الرحيل بصمت.
طارق أعراب في تلك الليلة الباردة من فاتح