المدينة الخضراء بالرحامنة،الحسيمة بعد الزلزال وواليا على مراكش بعد الزلزال..هل الوالي شوراق “بلسم” الداخلية عندما تعمق الجراح؟

المدينة الخضراء بالرحامنة،الحسيمة بعد الزلزال وواليا على مراكش بعد الزلزال..هل الوالي شوراق “بلسم” الداخلية عندما تعمق الجراح؟

- ‎فيبلاحدود, في الواجهة
1006
6

نورالدين بازين

من المرتقب أن يحل عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، غذا الأربعاء بمدينة مراكش، من أجل الإشراف على حفل مراسيم تنصيب الوالي الجديد الدكتور فريد شوراق وتسليم السلط بينه وبين الوالي السابق كريم قسي لحلو. وهي المحطة التي تحظى باهتمام كبير من لدن الشارع المراكشي والجهوي.

الاهتمام الكبير والواسع للشارع بجهة مراكش اسفي، بتنصيب الوالي الجديد فريد شوراق له ما يبرره. وما يعلله هو حظوة الجهة ومكانتها السياحية والاقتصادية التي أصبحت وجهة عالمية للعالمين. وما حضور وزير الداخلية في حفل تنصيب شوراق إلا إشارة قوية يجب التقاطها بسرعة، أن هذه الجهة وخصوصا مدينة مراكش تحظى باهتمام كبير من طرف الجهات العليا.

 

إن تعيين والي جديد مثل طينة الدكتور فريد شوراق على جهة مراكش اسفي، لم يكن اختيارا اعتباطيا أو محض صدفة أو من أجل ملء الفراغ الحاصل في مقر ولاية الجهة أو من أجل إرضاء الخواطر وتفعيل التوازنات، بل هو اختيار مدروس بعناية فائقة لما للرجل من كاريزما قوية وشخصية مثيرة إلى درجة تغيب الجدل عنها.

 

 لماذا تم تعيين أو اختيار الدكتور فريد شوراق واليا على جهة مراكش اسفي..؟

 

بداية الرجل كانت خضراء، حيث عين عاملا على إقليم الرحامنة. هنا سيشرف فريد شوراق على متابعة عن قرب إنجاح المدينة الخضراء محمد السادس، التي أضحت فضاء إيكولوجيا بامتياز يجسد لمشروع “مثالي وذكي” صمم حول منظومة خالصة للمعرفة.

 المدينة الخضراء لابن جرير، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في نونبر 2012، تستشرف المستقبل، انطلاقا من الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة بالمغرب قصد إرساء مدن جديدة تدمج البعد الإيكولوجي والبيئي، وتقوم فيها الاستدامة على المعرفة والابتكار، مع ضمان إطار أفضل للعيش.

  هذا المشروع الذي نجح في فترة شوراق الذي كان عاملا على الاقليم،  هو ضمن سلسلة من المشاريع الضخمة المطورة من قبل مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، إذ تحمل المدينة طموحا قويا لأن تصير قطبا جامعيا من الطراز العالمي، بفضل جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية وكافة منظومتها المندمجة.

  وبعبارة أخرى كانت مهمة شوراق، هو أن يعمل على تموقع المدينة الخضراء محمد السادس، الأولى بالمغرب، كمدينة جديدة بأبعاد محلية ووطنية. كما تندرج في سياق التجديد الاقتصادي والاجتماعي لتراب إقليم الرحامنة، حيث تمتد المدينة على مساحة ألف هكتار لفائدة 100 ألف نسمة، تضم المدينة الخضراء مساحة خضراء ممتدة على مساحة 80 هكتار، إلى جانب 50 هكتارا ثانوية، وحوالي 25 ألف وحدة سكنية.

  نجاح مهمة فريد شوراق في مهمته بمدينة بن جرير، دفع بالمصالح المركزية بالرباط والتي كانت تراقب تحركات الرجل عن بعد، – خصوصا وأن تعيينه عاملا على اقليم الرحامنة كانت تعد المهمة الرسمية الأولى للرجل، وهو القادم من الجامعة حيث كان يشغل في البحث الاكاديمي- ، إلى تعيينه عاملا على إقليم الحسيمة، الذي كان يعيش اضطرابات نتجت مجموعة من المشاكل والتحديات.

 تعيين شوراق عاملا على اقليم الحسيمة، يندرج في إطار وفاء الدولة بالالتزامات التي أخذتها على عاتقها باتخاذ جميع التدابير التي من شأنها تعزيز المقاربة التنموية بالإقليم، ومن بينها تمكين الإقليم من كفاءات وطنية قادرة على رفع التحديات المطروحة، وتركيز الجهود لمواصلة بناء مقومات الإدارة المُوَاطِنَة.

مهمة شوراق في الحسيمة كانت محددة، هو تجسيد وترجمة توجه الدولة لتعزيز التنمية ودعم الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين كخيار لا رجعة فيه بمجموع التراب الوطني بدون استثناء، و تحقيق هذا الهدف بإقليم الحسيمة كان يكتسي أولوية مستعجلة بالنظر لوجود برامج تنموية في طور التنفيذ، سواء في سياق برنامج “الحسيمة منارة المتوسط”، أو في سياق برامج أخرى هدفها الأول والأخير خدمة مصالح الساكنة والاستجابة لتطلعاتها المختلفة.

في هذا السياق، ساهم شوراق بقدر كبير في حل مجموعة من الملفات بفضل الاحتكاك المباشر والميداني بالمواطنين، ومحاولة إشراكهم في إيجاد حلول لمشاكلهم، وهو ما يطلق عليه بسياسة القرب”، وخروج من النمط السلطوي المعروف.

فمنذ تولي العامل شوراق الإشراف على عمالة إقليم الحسيمة في 25 يونيو2017، عمل على تطبيق وتنفيذ كل التعليمات والتوجيهات الخاصة بالمفهوم الجديد للسلطة، وتقريب الإدارة للمواطن، من خلال تعامله مع الملفات الكبرى التي يعرفها الإقليم، مما جعل العديد من السكان يلقبونه بالعامل المواطن.

 

تدبيره الموفق في إعادة اقليم الحسيمة إلى الهدوء وسكة التنمية بعد زلزال الذي شهده الاقليم، عادت الجهات المركزية بالعاصمة الرباط، إلى التفكير بجدية عن الخلف الذي يمكنه أن يعيد لمراكش بهجتها ورونقها، إذ عاشت المدينة” لخبطة” غير مفهومة، غابت بسببها البوصلة واخلتط الحابل بالنابل، وقد ظهر ذلك جليا أثناء كارثة الزلزال الذي ضرب الحوز والمدينة، حيث سادت الارتجالية وتجمدت عجلة التنمية والاستثمار وساد معها التذمر الكبير في صفوف المواطنين بجهة مراكش اسفي.

أمام هذا المشهد الدرامي والسوريالي والحد من عمق الجرح الذي تعيشه جهة مراكش،لم تجد وزارة الداخلية سوى ” بلسمها” الدكتور فريد شوراق، الذي تلجأ إليه كلما تعمقت هذه الجروح، وعين واليا وبالاجماع…

 

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

فيديو. إصدار طابع بريدي بمناسبة الذكرى 60 لتأسيس المكتب الوطني للسكك الحديدية (ONCF) 

كلامكم/الرباط أطلقت مجموعة بريد المغرب، بالشراكة مع المكتب