هل أنقذ الزلزال مسؤولي مدينة مراكش..؟

هل أنقذ الزلزال مسؤولي مدينة مراكش..؟

- ‎فيإقتصاد, في الواجهة
872
6

نورالدين بازين

” رب ضارة نافعة”..

هو مثل قد ينطبق على مدينة مراكش، التي ضربها الزلزال ليلة الجمعة الثامن من شتنبر الجاري، وخلف أضرارا كبيرة في الأرواح و الجدران.

قبل الكارثة، كان مسؤولو المدينة، المنتخبون منهم والمعينون يسابقون الزمن ليل نهار ويعيشون ضغطا زمنيا كبيرا من أجل إظهار المدينة في أجمل حلة، وذلك من أجل استقبال اجتماع مجموعة البنك الدولي ومجموعة صندوق النقد الدولي السنوي بالمغرب، حيث ستحتضنه مدينة مراكش في أكتوبر المقبل.

الأشغال التي بدأت شيئا ما متأخرة في مراكش من أجل هذا الغرض، والتي رصدت له أموالا طائلة، تسببت في ارباك كبير بالشارع المراكشي، خصوصا أن قرار  انعقاد الاجتماع السنوي لمجموعة البنك الدولي ومجموعة صندوق النقد الدولي، كان قد تم الإعلان عنه في مارس الماضي، وحدد له شهر أكتوبر لانعقاده،  غير أن الشروع في الأشغال كانت في نهاية شهر يوليوز المنصرم، وهو ما يبين بالواضح أن عقود الصفقات تم توقيعها من طرف المعنيين بالأمر في الوقت الضائع.

 

إلى هنا كانت المشاهد والصور الخاصة بالاشغال تتراكم هنا وهناك، ( ضربة وضربة ليه)، وبوثيرة تفوق قدرة المدينة الحمراء، وبدا الأمر كأنه حلحلة لواقع ظل جامدا تعيشه مراكش منذ عامين، وأيضا تفعيل لبرامج عملية ظلت حبيسة الأوراق والاجتماعات تلوى الأخرى دون جدوى، وهو ما عكس ارتسامات سلبية استهدفت سرعة الأشغال الكبرى، و انطلاق العديد من الأوراش وتهيئة مختلف الشوارع والساحات والأزقة، وتهم عمليات التبليط وصيانة الأرصفة والتشوير والإنارة العمومية والمساحات الخضراء.

ما الذي انتظره مسؤولو المدينة للشروع في الأشغال باكرا..؟ وما الغاية التي جعلتهم يشرعون في طلب هذه الأشغال في وقت لم يبقى على انعقاد الاجتماع المذكور سوى ثلاثة أشهر..؟ هل بهذه السرعة في تقديم الأشغال تضمن للمدينة جودة في ما تم للاشتغال عليه من تبليط الشوارع  والازقة وبناء المحاور الطرقية ، إلخ…؟ هل كان الوقت كافيا من أجل إعادة صياغة الواقع المراكشي ومشهد المدينة من جديد..؟

 

أكيد أن الوقت كان غير كاف من أجل كل ذلك، ولا يمكن بكل الأحوال أن نعيد صورة المدينة بوجه يليق بضيوفها من بنكيي العالم في وقت وجيز، إذا كنا فعلا نسعى إلى جودة الخدمات والاشغال في الميدان و إلى تحسين البنيات التحتية والرفع من جودتها وجماليتها  و إرجاع رونق المدينة والحفاظ على جاذبيتها.

لكن يبدو أن مسؤولي المدينة محظوظون للغاية في هذا الوقت بالضبط، والغابة التي تختبئ وراء الأشجار انقشع شعاع لسانها، ويبدو زلزال الحوز نفسهم واتاح لهم فرصة لإنقاذ ماء الوجه وهزيمة الوقت ومنحهم عزيمة للحديث فقط وربما سيتحمل الزلزال كل “بيروقراطيتنا” مستقبلا ومسؤولية تأخير المشاريع المتأخرا اصلا..

وللحديث بقية…

 

 

 

 

 

 

 

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

الحكومة تعرض صحة عشرة آلاف نسمة للمجهول بمدينة فجيج الحدودية.

احمد اسهول في ظل وضع الاحتقان الاجتماعي غير