لماذا أوصى بوستة بدفنه في ضريح ابن العريف؟؟؟

لماذا أوصى بوستة بدفنه في ضريح ابن العريف؟؟؟

- ‎فيرأي
369
6

 

محمد النواية
رحم الله الأستاذ أمحمد بوستة فالإنسان عندما يفارق هذه الدنيا لا تذكر إلا فضائله وحسناته ، فما الحكمة والإشارات التي أرسلها المرحوم بوصيته هذه ، أولها في نظري هي أنه فرض على المشيعين وعلية القوم من مسئولين كبار في الدولة والمخزن أن يتوافدوا إلى ساحة ابن يوسف ابن تاشفين بين المسجد الكبير والقبة المرابطية والأسواق المجاورة ، هذا المكان الذي يعتبر أول حاضرة مرابطية بمراكش ؛ سينطلق منه هذا الحشد ؛متزاحمين في أزقة ضيقة تعج بحوانيت الصناع التقليديين لتصل إلى ضريح ابن العريف المجهول من طرف غالبية المشيعين والذي يرقد وسط ضجيج سوق الحدادين والعطارين ؛والذي لم يحدث تاريخيا أن عرف مسئولي المدينة اسمه ولا قبره.

سأسرد بعضا من سيرة هذا العالم القادم من مدينة المرية بالأندلس علنا نستشف من تفاصيلها جوابا عن دواعي وصية المرحوم .

هو أحمد بن محمد بن عطاء الله الصنهاجي عرف بابن العريف من الأولياء المتسمين بالعلم والعمل والزهد وكان من الفقهاء المحدثين والقراء المجودين، من علماء الصوفية متناهيا في الفضل والدين منقطعا إلى الخير يقصده العباد
والزهاد ؛ كانت له مشاركة في أشياء من العلوم وعناية بالقراءات وجمع الروايات له كتاب( المجالس) وغيره من الكتب المتعلقة بطرق القوم وله كذلك نظم مليح وحسن كله حكم . لما حسده قاضي المرية ابن الأسود كتب فيه للخليفة
علي بن يوسف وخوفه من حاله فكتب الخليفة لعامل المدينة أن ابعث لنا ابن العريف ؛ فحمله في البحر وأشار القاضي على العامل بقيده ؛فقيده وهو في البحر فقال بن العريف روعنا روعه الله فلقيه العدو في البحر فأسروه ، فلما وصل
سبتة وافاه رسول السلطان بالأمان وحل قيده وسرحه فقال : كنت لا أريد معرفة السلطان وقد عرفني والآن لا بد من رؤيته فوصل إلى مراكش وأقبل عليه السلطان وعظمه وأكرمه وسأله عن حوائجه فقال : لا حاجة لي إلا أن تخليني أذهب حيت شئت فأذن له ، فلما خاب سعي القاضي بن الأسود في مراده تحيل عليه ودس له السم في الباذنجان فمات منه واحتفل الناس بجنازته وحلف السلطان ليفعلن به مثل ذلك فوجه عليه وأطعمه سما فمات كذلك.
رسالة قوية أخرى من ابن هذا الحي ألمرابطي تنبه للإهمال الذي يطال تاريخ علماء مراكش وحظرتها العالمة الذي لا يعرف مجلس المدينة شيئا عنهم ؛ بل يكرس طمس هذه المعالم وهذه الذاكرة الزاخرة بالعلم والمعرفة الذي ربما أراد
المرحوم للحضور الوقوف عندها بلحمهم ودمهم ، هذا الطمس ونكران العرفان الذي يصدمنا نحن أبناء هذه المدينة كما يصدم زوارها حين نقف مثلا أمام ضريح يوسف بن تاشفين ولا نجد ولا يافطة نقرأ فيها “هنا قبر المجاهد يوسف
بن تاشفين”

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،