لقي شرطي مصرعه بمدينة طنجة، في الساعات الاولى من صباح اليوم (الخميس)، اثر اعتداء عدواني تعرض له، امس (الاربعاء)، من قبل سائق سيارة للنقل المزودج، الذي تعمد دهسه وسحبه بسيارته لأزيد من 200 متر وسط الشارع العام بالقرب من ثانوية محمد الخامس بالمدينة.
وافاد مصدر طبي أن الضحية (رشيد.ش)، البالغ من العمر 42 سنة، وصل الى قسم المستعجلات في حالة خطيرة جدا نتيجة إصابته بكسور على مستوى الدماغ مع نزيف دموي حاد، بالاضافة الى كسر وتمزق بالدراع الأيسر، وكذا جروح غائرة بالحوض والركبتين.
وأوضح ذات المصدر، أن الضحية ادخل مباشرة بعد وصوله الى المستشفى الى قسم الانعاش الطبي لمحاولة اسعاف حياته، الا ان إصاباته البليغة عجلت بوفاته، حوالي الساعة الثامنة من صباح اليوم، رغم كل المجهودات التي قدمت له من قبل الأطقم الطبية بالمستشفى المذكور.
وكان الضحية، وهو شرطي من فرقة الدراجات النارية التابعة لفرقة المرور بطنجة، تعرض لاعتداء أثناء مزاولته لمهامه بشارع انجلترا وسط المدينة، حين قام بتوقيف سيارة للنقل المزدوج في إطار المراقبة الروتينية لوثائق السيارات، خاصة هذا النوع من النقل “السري”، حيث رفض السائق الامتثال لتعليماته وحاول الهروب، إلا أن إصرار الضحية على إيقافه دفعه إلى اعتراض السيارة، ما أدى إلى دهسه بقوة وجره على مسافة تفوق 200 متر تقريبا، قبل أن يلوذ بافرارا إلى وجهة مجهولة، ليسقط الشرطي مضجعا في دمائه أمام أعين عدد من المواطنين، الذي استنكروا الحادثة وحاولوا إيقافه دون جدوى.
ومباشرة بعد علمها بالخبر، تجندت فرق أمنية للبحث عن المعتدي، حيث نصبت عدة سدود أمنية بمناطق مختلفة من المدينة، إلى أن تم ضبطه ومطاردته على شكل أفلام “الأكشين”، فبل أن يتم محاصرته بواسطة شاحنة للنقل الدولي، على مستوى حومة مسنانة، ليتم اعتقاله واقتياده إلى مقر ولاية الأمن للتحقيق معه في القضية.
وحسب مصادر أمنية، فإن التحقيقات الأولية التي باشرتها فرق البحث مع الشخص الوقوف، كشفت أن المعني بالأمر لم يكن السائق الذي أقدم على دهس الشرطي/الضحية، بل مرافقه الذي تكفل بالسياقة بعد ارتكاب السائق لهذه الجريمة الشنعاء، إذ أدلى للمحققين عن هوية الفاعل الرئيسي، الذي صدرت في حقه مذكرة بحث لتوقيفه وتقديمه إلى العدالة.
ويتابع عبد اللطيف الحموشي الملف ومن المتوقع أن ينتقل إلى مدينة طنجة اليوم الخميس لمتابعة القضية عن قرب وحضور جنازة الشرطي/ شهيد الواجب الوطني…
عن ماروك تلغراف
