قال عبد العاطي المزكوطي، الكاتب الجهوي للجامعة الوطنية للتعليم ـ التوجه الديمقراطي ـ جهة مراكش تانسيفت الحوز، إن المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين يعرف احتقانا على جميع المستويات، منذ قدوم المدير الحالي؛ ولما لم تمر على تنصيبه إلا شهورا معدودات بسبب الهجوم الهستيري الكاسح على مجموعة من أساتذة وأطر وطلبة المركز، مستعملا أساليب وتصرفات بعيدة كل البعد عن قيم وأخلاق التربية والتكوين، وآليات التدبير الحديثة، وهو ما سجلناه منذ نهاية السنة الفارطة.
وشدد المزكوطي على أن المدير الحالي شرع في تبني سياسة التهديد والوعيد والحط من الكرامة الإنسانية، بدءا بمصادرة الحق في الإضراب وعدم الاعتراف به كحق دستوري، ووصولا إلى استفزازاته المتكررة لفئة من الموظفين (أساتذة وإداريين) بأسلوب محتقر ومذل، وخارج عن ضوابط اللياقة والأدب والإحترام، ومن تجليات تدبيره الانفرادي رغبته في تسييد منطق أنه “هو المدير وأن المدير هو”، وأن لا أحد له الحق في مناقشته حول منهجه التمييزي وازدواجية التعامل مع الموظفين وإستفزازه لهم.
وقال المزكوطي أن نقابته تصدت له منذ البد، ووقفت بالملموس على تصرفاته الغريبة؛ وهو ما كان موضوع بيانات وتنديدات نقابية؛ فضحت سلوكاته العنجهية؛ وعجزه في التدبير، والتي ظهرت إرهاصاته الأولى في طريقة تدبيره المتسمة بالتيه والإرتجالية في التعاطي مع الملفات المستعجلة والحساسة (ملفات توظيف الاساتذة المتدربين، استقبال طلبات امتحان الولوج إلى المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، امتحان ولوج تحضير التبريز، امتحان ولوج سلك الإدارة التربوية….)، دون عقد اجتماعات تنسيقية مع الموظفين لتدبير العمليات وتحديد المسؤوليات، تاركا الحبل على الغارب للمبادرات الشخصية، متماطلا في تحديد مهام الموظفين وتثمين الكفاءات المهمشة، مما نتج عنه اختلالات خطيرة في نتائج الانقاء الاولي لمباراة الولوج للمركز، والتي عرفت احتجاجات واعتصامات للمتضررين من هذا العمل العشوائي
وأضاف المزكوطي أن نقابته تتابع بقلق بالغ التخبط الذي يعرفه المركز والوضع الحالي؛ حيث يعرف المركز احتجاج الاساتذة المتدربين على تأخر حصولهم على المنح الدراسية، والذين قرروا الدخول في مقاطعة الدراسة منذ اول امس 02 مارس 2015 الى حين التوصل بمستحقاتهم، وكذا احتجاج أساتذة سلك التبريز، الذين يطالبون بطالب بسيطة عجزت الإدارة عن تحقيقها.
إلى ذلك قال المزكوطي إن نقابته سجلت على المدير ممارسته للشطط وازدواجية المعايير في التعامل مع الموظفين، والسعي إلى تحويل المركز إلى ما يشبه الضيعة، وذلك بتفضيل الإشتغال مع الأصدقاء والمقربين، والتغاضي عن المحظوظين، وإطلاق اليد للتسيب.
وأورد المزكوطي أمثلة لمقاربة المدير الخطيرة في تدبير الموارد البشرية: أولا، تغاضيه الفاضح عن موظفين “محظوظين”، يتغيبون عن مقرات العمل، دون تفعيل المساطر القانونية الجاري بها العمل.
ثانيا ، استقدامه لأستاذ من ثانوية القاضي عياض، تم إعفاؤه من مهامه كحارس عام، وتمتيعه بوضع تفضيلي “خاص جدا”، دون أن تسند له مهام واضحة، وضدا على ما كان يصرح به المدير كون التحاق الموظف بالمركز سيساهم في سد الخصاص الذي يعرفه مكتب شؤون الأساتذة المتدربين من الموارد البشرية؛ وهو الأمر الذي لم يحصل. ثالثا، عدم تحديد مهام الموظفين وتوضيحها، وهو ما يفتح الشبهات حول رغباته في خلط المهام وتشتيتها، والتمادي في التستر على المتغيبين المشار إليهم أعلاه.
وقال المزكوطي إنه أمام هذا الوضع الشاذ، راسلت نقابته مدير الاكاديمية الجهوية في مناسبتين، اخرها تقرير حول سلوكات مدير المركز بتاريخ 20 فبراير2015 ،بعد توصلنا بتقارير من طرف لجنة المؤسسة التابعة للجامعة الوطنية للتعليم-“التوجه الديمقراطي “، وكذا وقوفنا خلال جلسة الحوار التي عقدناها مع مدير المركز، من أجل تطويق تداعيات المشاكل المطروحة ، الموسم الفارط، على معطيات الارتباك التدبيرية والنفسية الواضحة عليه، واستحواذ السلطوية والأنا على شخصيته.
