الدكتورة فريدة بوشتى رئيسة مركز الطب الشرعي الرحمة، والدكتور جمال العباسي طبيب شرعي والصحافية حنان النبلي
هل سبق أن حضرتَ عملية تشريح؟ هل تخيلت يوما أن تكون هناك، مسجّىً على ذات سرير المشرحة؟ هل تفقدت قلبك وأنت تقف أمام قلب منزوع من مكانه وأشلاء متناثرة وجسد بارد على أهبة التشريح؟ هل تستطيع أن تشعر بالخط الرّفيع ما بين دفء الحياة وصقيع مستودع الأموات؟ هل جرّبت أن تمعن النظر في ميت فارق الحياة بسويعات وآخر دهسته سيارة تسابق الزمن، وجثة رضيع عثر عليها في قمامة!؟.. هل تجرّأت على فتح ثلاجة يرقد فيها أموات تعفنت جثثهم وآخرون ما زالوا في انتظار تأشيرة العبور إلى القبر؟ هل قاومت رغبة البكاء وأنت ترى عائلة فقيد تشيعه بنظرة أخيرة والكفن الأبيض يلفه؟..
لا يتعلق الأمر بمقدمة لرواية رعب أو سلسلة من الخيال العلمي، بل بحقيقة عاشتها “صحيفة الناس” داخل مركز الطب الشرعي “الرحمة” ومصلحة الطب الشرعي بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، لتنقل لكم تفاصيل الرحلة الأخيرة للأموات.. المِشرحة.
“صحيفة الناس” تكشف في هذا الملف وقائع مثيرة تنشر لأول مرة عن التشريح، بعد أن تتبعت مسار ضحية تسبب في وفاته سائق متهور وعاينت، لأول مرة، كيف تشق جمجمة الآدمي وصدره، وكيف يعاد تشكيل الجسد عن طريق إعادة خياطته، ثم يغسل ويكفّن، وكيف تستخرج الحقيقة من جسد الميت، الذي يتحول مع الطبيب الشرعي إلى جسد ناطق بالأدلة والبراهين. كما وقفت على كيفية التعامل مع جثث الأجانب والغرباء ومجهولي الهوية ورصدت حياة العاملين داخل هذه المراكز.
ووقفت الجريدة على بعض المشاكل والمعيقات التي يعانيها الطب الشرعي، خادم العدالة ومفكك شفرات الوفيات المبهمة، وأهمّهما ندرة الأطباء الشرعيين المسجلين في جدول هيئة الأطباء، إذ لا يتجاوز عددهم طبقا لهذه الصفة 13 طبيبا، زد على ذلك غياب التمويل والتحفيز الكافي الذي يساعد الأطباء على الإقبال على تخصص لا جاذبية له..
ثمن تشريح الجثة الواحدة في المغرب يساوي 100 درهم فقط، وهو ثمن هزيل جدا مقارنة مع باقي الدول المجاورة، يقول البروفيسور أحمد بلحوس، الطبيب الشرعي بابن رشد في الدار البيضاء، مؤكدا أن وزارة العدل والحرّيات، باعتبارها المستفيد الرئيسي من خدمات الطب الشرعي، “تستفيد مجانا”، كما أن وزارتي الصحة والتعليم العالي لا تفكران في تخصيص ميزانية حيوية لهذا القطاع، الذي اعتبر المتحدّث أن به تقاس درجة سيران العدل في أي بلاد..
وتطرق بلحوس، أيضا، لنقطة هامة تتعلق بالضغوط التي تمارس على بعض الأطباء من أجل طمس الحقيقة أو تحويرها في تقارير تعدّ الفيصل الحاسم في أن تقول المحكمة كلمتها، خاصة في بعض القضايا الحساسة والمتعلقة بأمن البلاد، وهي النقطة التي نفى وجودَها جمال العباسي، الطبيب الشرعي بمركز الرحمة، معتبرا أنه لا مجال للحديث عن ضغوط من أي جهة كانت، ما دام الطبيب الشرعي يتسلح بالحياد والمصداقية في تحرير تقاريره بناء على ما عاينه من مسرح الجريمة وعلى ما استنطقه من عملية التشريح..
لا يتعلق الأمر بمقدمة لرواية رعب أو سلسلة من الخيال العلمي، بل بحقيقة عاشتها “صحيفة الناس” داخل مركز الطب الشرعي “الرحمة” ومصلحة الطب الشرعي بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، لتنقل لكم تفاصيل الرحلة الأخيرة للأموات.. المِشرحة.
“صحيفة الناس” تكشف في هذا الملف وقائع مثيرة تنشر لأول مرة عن التشريح، بعد أن تتبعت مسار ضحية تسبب في وفاته سائق متهور وعاينت، لأول مرة، كيف تشق جمجمة الآدمي وصدره، وكيف يعاد تشكيل الجسد عن طريق إعادة خياطته، ثم يغسل ويكفّن، وكيف تستخرج الحقيقة من جسد الميت، الذي يتحول مع الطبيب الشرعي إلى جسد ناطق بالأدلة والبراهين. كما وقفت على كيفية التعامل مع جثث الأجانب والغرباء ومجهولي الهوية ورصدت حياة العاملين داخل هذه المراكز.
ووقفت الجريدة على بعض المشاكل والمعيقات التي يعانيها الطب الشرعي، خادم العدالة ومفكك شفرات الوفيات المبهمة، وأهمّهما ندرة الأطباء الشرعيين المسجلين في جدول هيئة الأطباء، إذ لا يتجاوز عددهم طبقا لهذه الصفة 13 طبيبا، زد على ذلك غياب التمويل والتحفيز الكافي الذي يساعد الأطباء على الإقبال على تخصص لا جاذبية له..
ثمن تشريح الجثة الواحدة في المغرب يساوي 100 درهم فقط، وهو ثمن هزيل جدا مقارنة مع باقي الدول المجاورة، يقول البروفيسور أحمد بلحوس، الطبيب الشرعي بابن رشد في الدار البيضاء، مؤكدا أن وزارة العدل والحرّيات، باعتبارها المستفيد الرئيسي من خدمات الطب الشرعي، “تستفيد مجانا”، كما أن وزارتي الصحة والتعليم العالي لا تفكران في تخصيص ميزانية حيوية لهذا القطاع، الذي اعتبر المتحدّث أن به تقاس درجة سيران العدل في أي بلاد..
وتطرق بلحوس، أيضا، لنقطة هامة تتعلق بالضغوط التي تمارس على بعض الأطباء من أجل طمس الحقيقة أو تحويرها في تقارير تعدّ الفيصل الحاسم في أن تقول المحكمة كلمتها، خاصة في بعض القضايا الحساسة والمتعلقة بأمن البلاد، وهي النقطة التي نفى وجودَها جمال العباسي، الطبيب الشرعي بمركز الرحمة، معتبرا أنه لا مجال للحديث عن ضغوط من أي جهة كانت، ما دام الطبيب الشرعي يتسلح بالحياد والمصداقية في تحرير تقاريره بناء على ما عاينه من مسرح الجريمة وعلى ما استنطقه من عملية التشريح..