أمريكا تتجسس من جديد على أقرب حلفائها وأسئلة أخرى!

أمريكا تتجسس من جديد على أقرب حلفائها وأسئلة أخرى!

- ‎فيرأي
1456
6

عبد اللطيف زكي

عبد اللطيف زكي

بعد فضيحة التنصت على المواطنين والسياسيين وممثلي الشعب ورئيسة وزراء ألمانيا يصدم الألمانييون بقضية تجسس أخرى بطلها عنصر ألماني من هيئة الاستخبارات الألمانية يتجسس لصالح دولة أجنبية صديقة وحليفة.
السؤال الذي سمعت الكثير من الناس يتداولونه هو إن كانت هذه الدولة لا تتردد من أن تتجسس هكذا على أقرب حلفائها وأصدقائها فهل لا تفعل هذا مع آخرين قد نكون من بينهم وهل لا تستعمل نفس المناهج للتجسس وهل لا تستعمل أخرى أكثر ملاءمة مع خاصياتنا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وهل ما حدث في ألمانيا لا يؤكد تخوف الناس وريبتهم من مواطني هذه الدولة المبلوة بالتجسس الذين يزورون بلادهم أو يستقرون بها ويتجولون بكل حرية في كل بقاعها أو يشتغلون بها أو يقومون فيها بأبحاث في مختلف ميادين العلوم الإنسانية والتي تخول لهم الخوض في علاقات سياسية ودينية دقيقة وأخرى في أعلى مراتب الجامعات والإدارات العمومية بكل أنواعها وتقربهم من أهم مراكز القرار الذي قد يخول لهم بطريقة أو أخري حق التدخل في تشكيل هذا القرار؟
أسئلة مشروعة وريبة مشروعة واحتمال مشروع وممكن وغير مبتعد وقد يكون الجزم بحقيقة الأمر وواقعه من تحصيل الحاصل.
أسئلة مشروعة أخرى منها هل ألمانيا وحدها من تعرض ويتعرض لهذا النوع من التجسس وعلى من كان الجاسوس الألماني الذي ضُبط متلبسا يُفترَض أن يتجسس وهل هنالك دولة واحدة ليس لها جهاز تجسس يقوم بما يقدر عليه وبما يتوفر له من آليات وخبرة وهل كل جاسوس ضُبط متلبسا أو كل محاولة تجسس اكتُشف أمرها تصل لعلم عامة الناس أم أن هنالك حالات يتم طمسها والتعتيم عليها لأسباب قد يكون من بينها تبادل الجواسيس سريا أو تغطية طامة ليست في صالح الدولتين المعنيتين أن تكشفا عنها وأن يعلم بها مواطنوها.
أسئلة أخرى سمعتها ليست أقل مشروعية تهم الفرق الأخلاقي والقانوني بين التجسس على الدول والتجسس على المواطنين من طرف دولتهم وأجهزة التجسس المختلفة التي تنشؤها لضبط تنفسهم وتنقلاتهم وعلاقاتهم وما يقولون في سرية بيوتهم وما يتبادلون فيه الكلام بين محاميهم وأصدقائهم وزملائهم وفرقائهم السياسيين.
سؤال سمعته كذلك أكثر خصوصية ودقة هو إن كان للمغرب الإمكانية للتجسس على الإنفصاليين الذين يحيكون ضد وحدته الترابية أو على كل من يهدد أمنه وطمأنينة وسلامة مواطنيه أفلا يجب عليه أن يفعل وهل ليس من واجبه أن يفعل لتفادي المصائب وإحباط المؤامرات وأعمال العنف قبل حدوثها ؟
إن كانت هذه الأسئلة مشروعة فإن الرد الفعلي عليها مشروع كذالك، لن ينتهي التجسس لا بالأخلاق ولا بالقانون ولا بالتطور التكنولوجي إذ أنه من أهم وسائل الهيمنة السياسية والاقتصادية والغلبة الاستراتيجية التي لا تقبل بالأخلاق دينا ولا بمبادئ القانون النبيلة رادعا ومع ذلك لا بد للناس أن يحموا أنفسهم ويقوها شر التجسس عليهم بقوة القانون وحق الدفاع عن النفس كما أن للدول أن تحمي نفسها ومواطنيها ومصالحها وأسرارها بكل ما لديها من إمكانيات بينها القانون طبعا والتكنولوجيا والتنظيم ولِم لا بالتجسس المضاد كذلك والبادئُ أظلم !
وكما قال أسيادنا الأوليين اللي فرط يكرط !

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت