حوار. عبد الرحمان العزوزي، الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل : أتمنى أن لا يدفعنا رئيس الحكومة إلى نهج الخطوة الثانية بعد مسيرة الدار البيضاء

حوار. عبد الرحمان العزوزي، الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل : أتمنى أن لا يدفعنا رئيس الحكومة إلى نهج الخطوة الثانية بعد مسيرة الدار البيضاء

- ‎فيمجتمع
1171
6

 

DSCN2558 (1)

اعترف عبد الرحمان العزوزي، الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل، أن التنسيق الثلاثي بين نقابته والنقابتين ( الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل) هي محطة تاريخية، جاءت بعد مجهودات وتحضيرات كبيرة، وان الدافع الحقيقي لتأسيس هذا التنسيق هو الوعي النقابي.
وأكد العزوزي في حوار معه أن مسيرة 6 أبريل بالدار البيضاء نجحت بكل المقاييس، رافضا النعت الذي وصف به رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران المسيرة بأنها مسيرة سياسية، مشددا على انها قرارات نقابية مستقلة.

 

 

–        التنسيق الثلاثي بين النقابات.. الحدث كيف تقرؤون هذه المحطة المهمة في تاريخ الحياة العمالية المغربية؟

بطبيعة الحال، نحن نعتبر 29 يناير هو يوم تاريخي، وقد جاء بعد مجهودات سابقة لتحضير تاريخ ذلك اليوم، يمكنني أن أقول لك أنه قبل ذلك بسنة من ذلك اليوم، كانت هناك مجهودات واتصالات كبيرة لنصل لهذا اليوم التاريخي، وهي خطوة نعتز بها وهي خطوة قصيرة قامت بها الشغيلة المغربية. ونقول تاريخي لأنه بالفعل محطة مهمة، جمع الشغيلة من التشرذم، سيما أن اليوم لا أحد يمكنه أن يدعي أن يقوم بالعمل بمفرده في الواقع الذي نعيشه، لذلك نعتبره بالفعل يوم تاريخي. ومنذ ذلك اليوم فالتنسيق شهد دينامية ملحوظة، فهناك لجنة مشتركة تتابع كل خطوات ومتطلبات هذا التنسيق.

–        هل هناك دوافع دفعتكم على تأسيس هذا التنسيق الثلاثي..هل هي الأوضاع التي يعيشه المغرب اليوم بفعل حكومة الإسلاميين؟

لا.. التنسيق ليس مرتبطا بهذه الحكومة، وهذا التنسيق هو دليل على الوعي بالواقع الذي نعيشه، هذا الواقع الذي قلت لك قبل قليل، مرتبط بالتشرذم وتفتت للشغيلة المغربية، إذن فذوو النيات الحسنة اهتدوا إلى التقدم خطوات تنسيقية .. هذه الخطوات اليوم أعطت أكلها ونحن نعتز بأننا وصلنا لهذه المرحلة وأتمنى أن يكون المستقبل يؤكد علينا هذه الخطوات ويقويها على أمل أن تكون هناك خطوة اكبر، و ينتقل من التنسيق إلى ما هو أقوى من التنسيق. كما أن الواقع الذي نعيشه من جهة وقضايا الشغيلة المغربية، ولاسيما أننا نتكلم لغة واحدة جميعا، فلماذا إذا لا تكون المجهودات أيضا واحدة. وهذا دليل على الشعور بالمسؤولية وعدم الإرتباط بالماضي.

هذا الماضي، إن كان له إيجابيات فله أيضا أخطاءه والتي يجب تصحيحها من أجل خدمة قضايا الشغيلة المغربية. وكان أن تكون هذه الحكومة او حكومة اخرى وكان لابد أن نصل إلى هذه المحطات.

–        التنسيق جمع نقابتكم الفيدرالية الديمقراطية للشغل بالنقابة الأم ( الكونفدرالية الديمقراطية للشغل) هل هي بداية عودة الإبن العاق إلى حضن والدته؟

لا اتفق معك على كلمة العاق.. هناك واقع معين ووجهة نظر مختلفة في زمن وأيضا تصورات مختلفة وهي التي تؤدي إلى الانفصال على جسد ما ، ولكن إذا أتت الظروف وتوفرت الشروط للالتئام للمرة الثانية فأين الضرر في ذلك..؟ بالعكس ، ولاسيما وان هناك فترة راجع كل واحد فينا تصوراته وأفكاره وقرأ الواقع الحالي لا يتطلبه المستقبل، إذن كان ضروري للعودة إلى الحوار.

 files (2)

–        وهل هناك إندماج فعلي سيكون بين النقابتين مستقبلا؟

لنكن واقعيين، نحن لم نصل إلى مستوى الإندماج، نحن نتمنى ذلك في أقرب وقت، حين تتوفر الشروط لذلك، ولكن نحن لازلنا مع إخواننا في نقابة ( ك د ش) في إطار التنسيق ، ونحن دائما في تنسيق تام، ومسألة إندماج والرجوع إلى ( ك د ش) بعيدة الآن ونتمنى ان تتحقق، ولكن أؤكد لك أننا في إطار التنسيق لا غير، ربما هو تنسيق دام أطول من التنسيق مع إخواننا في نقابة الاتحاد العام للشغالين، وهذا طبيعي، ونحن انتقلنا إلى فصول أخرى في التنسيق مع نقابة ( إ م ش) وهو ما سيعطي نفسا جديدة لهذا التنسيق.

وأؤكد لك أن ليس هناك شيء تكون ظروفه مهيأ بنبسة مائة في المائة، لكن إن توفرت أكثر من 50 في المائة فسيظهر لي أن الأمور ستكون ميسورة وسهلة في الطريق.

 

–        على ذكركم كلمتي ميسور وسهل، هل كان تنسيقكم مع نقابتي موخاريق والأموي سلسا؟

لا يمكننا إلا ان نسجل الرغبة التي كانت عند الأطراف كلها، ربما كانت ستبقى سوى إشارة، غير انه في المستقبل هناك رغبة عند الجميع لتوحيد الجهود والقيام بالعمل المشترك، فلم يكن يخص هذا التنسيق سوى المبادرة، أما مسألة القابلية والإستعداد فكانت متوفرة.

 

–        هل لامستم ذلك وأنتم تحاورون رئيس الحكومة على طاولة الحوار الإجتماعي؟

 

نعم، لأنه مع رئيس الحكومة أو اللقاءات الحكومية كنا نتكلم لغة واحدة، هذا ربما أوحى للبعض فينا أنه يطرح سؤال: لماذا نتكلم لغة واحدة ونحن متفرقين في نقابات.. ولماذا لا نحاول أن نجمع الشمل؟ وهذا كان عنصرا من العناصر التي دفعتنا الى التفكير في التنسيق، ولهذا كان الاستعداد للأطراف كلها من أجل خلق تنسيق على مستوى عال بوجود حماس وإرادة ونظرة إلى الآفاق.

 

–        وهل هذه اللغة الموحدة شملت نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب أيضا؟

لقد سبق لنا في إطار ( ك د ش) وفي إطار ( ف دش) أن نسقنا مع نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، و أنا لا يمكنني إلا أن أحيي عدد من المناضلين المخلصين بهذه النقابة. الآن هناك شروط أخرى، والتي لا تسمح في هذا الظرف الحالي … ( أقاطعه).

     – كيف هي هذه الشروط؟

أنتم تعرفون ان الامين العام لحزب الاستقلال هو الكاتب العام للنقابة ( يعني حميد شباط) ، ورغم أننا نعتز بدعم بعض الأحزاب السياسية، لكن لابد لنا أن نسجل استقلالية قرارات النقابات، لذلك فقضية المسؤول الأول في الحزب وفي النقابة فهو شرط جعلنا نؤجل التنسيق مع إخواننا في نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب.

tarbiapress-cdt-fdt-umt

    – ترنحت نتائج مسيرة 6 أبريل بين نجاح كبير وبين نجاح نسبي، أنتم في داخل المطبخ، كيف تييمون نتيجة المسيرة؟

يمكنني أن أقول لك أن المسيرة أعطت أكثر مما كان منتظر منها، ونجاحها ليس ممثلا في العدد الذي يمكن أن يشارك في المسيرة، وهو العدد الذي بخسه البعض إلى أسفل سافلين، غير أنه يتم الإعلان أن المسيرة مشتركة بين ثلاث مركزيات أساسية في الساحة النقابية فهذا نجاح في حد ذاته.

أما النجاح الثاني، فعدد المشاركين الذين حضروا والتمثيلية حسب الأقاليم، وهذا ما أريد ا أشير إليه هو ان تمثيليات هم من شاركوا وليس نقابيين كلهم، ورغم ذلك كان العدد مشرف جدا. أما النجاح الثالث وهو ما بحنا به في الاجتماع مع الحكومة مؤخرا، حينما قلنا لهم أننا اعطينا صورة للوعي النقابي من خلال المسيرة السلمية والتي لم ينتج عنها أي تخريب أو مساس بالمؤسسات العمومية والخاصة وممتلكات المواطنين، التي مرت منها المسيرة بالدار البيضاء. وهو نجاح ليس للنقابات وحدها بل هو نجاح للمغرب. وذلك الاستثناء الذي يتحدثون عنه، فقد جسدته مسيرة 6 أبريل والتي مرت في سلم .

–        جميل.. لكن أين هو النجاح على مستوى الحوار الإجتماعي وتحسين وضعية العمال؟

أنتم تلاحظون أنهم مباشرة تم استدعاءنا للجلوس على طاولة الحوار، ونحن نستشعر أن المسيرة كان لها تأثيرا كبيرا، وأتمنى أن الأشياء تقرأ بموضوعية، كما أننا اعتبرنا أن المسيرة خطوة أولى في برنامج نضالي، ونأمل أن نتوقف عند الخطوة الأولى. أي على الحكومة أن تقرأ الأشياء بموضوعية، وأن لا تدفعنا أن نخطو الخطوة الثانية. أي يكون هناك حوارا عما قريب وتكون نتائج الحوار ايجابية، وإلا سنمر إلى الخطوة الثانية.

 

–        هل يمكن لك أن تكشف عن هذه الخطوة الثانية؟

 

لايمكن لي أن اكشف عن الخطوة الثانية، لكن كل الصيغ المشروعة بالنسبة لنا سنعمل بها، بطبيعة الحال أن الخطوة الثانية ستكون أقوى من الخطوة الأولى.

 

–        هل لك أن تكشف لنا ما جرى بالضبط داخل الجلسة الأولى للحوار الاجتماعي مع رئيس الحكومة؟

الجلسة الأولى التي جمعتنا برئيس الحكومة لم تشهد نتائج ملموسة، لكن شعرنا بأن المسيرة كان لها تأثير كبير داخل قاعة الاجتماع، من خلال رئيس الحكومة وطاقمه الذين أظهروا الاستعداد للتفاوض حول المواضيع المطروحة، بطبيعة الحال أظهروا الصعوبات التي تواجهها البلاد، لكن في نفس الوقت قالوا بأنهم سيتعاملون بايجابية مع الأولويات التي استخرجناها من المذكرة، كالحريات النقابية وتنفيذ التزام أبريل 2011 وتحسين الدخل( زيادة في الأجور، الزيادة في سميك) وتخفيض من ضريبة الدخل ورفع الحد الأدنى للضريبة، تحسين الوضعية الصحية والسكن.. وهي أمور لا تتطلب إستخلاص المال، بل هي أمور رمزية وهي مسائل ستخفف العبء عن المواطنين.

 

–        لكن رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران وقبل أن تجمعكم طاولة الحوار، وصف مسيرتكم بالسياسية، كيف تلقيتم هذا الوصف؟

 

حتى وإن وصف مسيرتنا بالسياسية… لنرى هذه الوصف من زاوية أخرى، كيف يقرأها رئيس الحكومة سياسيا وكيف نقرأها نحن سياسيا.. نحن أيضا يمكننا أن نقول لك بأنها مسيرة سياسية. وإلا كيف سنفسر الدفاع عن أوضاع العمال والبلاد، والحديث عن القضايا الاجتماعية وتحديد المسؤوليات..؟ أليس هذه سياسة ؟ لا أريد أن أسمي الأشخاص، لكن الحكومة التي تقرأ المسيرة العمالية بالسياسية، هي حكومة لديها تصور بأننا نحن النقابات لدينا تعليمات من جهات أخرى من أجل القيام بتنظيم المسيرة. المسيرة نابعة من قرارات نقابية . ولدينا استقلالية في قراراتنا ونرفض أي تدخل لأي حزب في هذه القرارات النقابية.

 

 جماهير

–        كل مرة يطفو على السطح قرار حكومي بالزيادة في المحروقات والمواد الغذائية، كيف تقرؤون انتم كنقابات هذه الزيادات التي تضرب القدرة الشرائية للمواطنين في الصميم؟

بطبيعة الحال ومنذ البداية، مواقفنا وبياناتنا كانت واضحة في هذا الباب، ونحن نعرف لما تكون هناك زيادة في المحروقات وزيادة في كل المواد، التي تنقل بواسطة وسائل النقل التي تستهلك الوقود، وهو ما أدى إلى زيادة في المواد الأخرى وهي الزيادة التي ضربت القدرة الشرائية للمواطنين، ليس فقط الضعفاء والفقراء والعمال والموظفين، بل حتى الطبقة المتوسطة، هي أيضا مستها الضربة التي استهدفت القدرة الشرائية. أيضا نعبر هذه القرارات خطيرة، حينما يصل الأمر إلى الفئات المتوسطة، وهي الفئة التي تضمن التوازن ، وفي حالة نزول هذه الفئة فإن النظام الاقتصادي سيختل توازنه. ونحن نحذر بالنزول التام للفئات المتوسطة. وأيضا تملص الحكومة من الدعم فهو خطير جدا على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي. ونخشى ردود الأفعال.

 

   – لكن ما هي حلولكم أنتم كنقابات حتى تتفادى بلادنا مثل هذه القلاقل وهذا الاختناق الذي يتخبط فيه المواطن المغربي؟

نحن نقول لهم دائما لا تجعلوا الفقراء والضعفاء في هذا البلد هو السور القصير كي تجتازونه.. نقول لهم دائما كم هي المبالغ المالية التي لا يتم استخلاصها من الضرائب الكبيرة.. نقول له دائما كم هي المبالغ التي تفوت على الدولة بسبب السوق السوداء في مجال العقار.. هذه أموال البلاد فين مشات، هناك من يستغل خيرات الوطن وهم من استفادوا في زمن مضى ولازالوا. و(حشومة خاصهم يراعيوه شوية)، والذي استفاد أمس عليه أن يؤدي اليوم، ليس الفقراء دائما هم الذين يؤدون الضريبة، فالفقراء هم من حرروا الصحراء.

 

–        بين فاتح ماي الماضي وفاتح ماي المقبل، هناك مشاهد وصور وتراكم حققتها الطبقة الشغيلة بالمغرب، إذا سألنا العزوزي حول تقييمه ما بين المرحلتين ماذا يمكنه ان يقول في هذا الصدد؟

فاتح ماي هو مناسبة للتعبير عن الحقوق والحريات النقابية في بلادنا. هناك مميزات في فاتح ماي المقبل. أولا هناك تنسيق ما بين مركزيات نقابية أساسية في البلاد. يأتي بعد مسيرة مشتركة بين هذه النقابات.. يأتي وملف المطلبي مطروح على الحكومة. نحن قلنا للحكومة بأننا نتمنى ان يكون فاتح ماي لهذه السنة احتفاليا وليس احتجاجا. لدينا أمل ان تكون المفاوضات التي تجري بنيننا وبين الحكومة ايجابية حتى يمكننا ان نحتفل بعيد العمال هذه السنة، وإلا فستكون هذه المناسبة للاحتجاج مرة أخرى، وإذا ماكان للاحتجاج، فإننا سننتقل إلى الخطوة الثانية التي سطرنها في البرنامج النضالي.

 

–        ولكن على مستوى التنسيق الثلاثي، هل سيكون احتفالي جماعي أم كل نقابة على انفراد؟

هناك بعض العناصر فيما يخص التنسيق الثلاثي في فاتح ماي، سيكون هناك نداء مشترك بين النقابات الثلاث والكلمة ستكون كلمة واحدة في المهرجانات. إذن هناك ما يميز فاتح ماي المقبل. وليطمئن الجميع فلا القواعد ولا المسؤولين عموديا وأفقيا، فإنهم مبتهجين لهذه الخطوات التنسيقية. ففاتح ماي سيكون له طعم خاص هذه السنة.

 

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،