كشفت تقارير استخبارتية أن ما تعيشه الجزائر في الآونة الأخيرة، يوحي بتكرار سيناريو حقبة التسعينات، لما فازت جبهة الإنقاذ الجزائرية بانتخابات الرئاسة عام 1991 وإلغاء نتيجة الانتخابات لصالحه بانقلاب عسكري في ظل سيطرة الجنرالات العسكريين على حكم البلاد بمشاركة الرئيس، موضحة أن المشهد السياسي سيتكرر في حالة فوز مرشح منافس للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية القادمة، بعد إعلان هذا الأخير خوضها في نسختها الرابعة.
كشف، صاحبه حذر وخوف من تدخل جنرالات الجيش الجزائري، الموالين للرئيس بوتفليقة، من أجل قطع الطريق على مرشح منافس له ينتمي للتيار الإسلامي في حالة فوزه. خصوصا وأن الربيع العربي أدى إلى تغيير المشهد السياسي بعدة دول عربية وصعود تيارات إسلامية إلى السلطة كتونس وليبيا ومصر. كما أن إعلان بوتفليقة الترشح لولاية رابعة، أثار حفيظة عدد كبير من القيادات الوسطى داخل الجيش الجزائري، خاصة بعد بروز دور المؤسسات العسكرية بالشرق الأوسط وبتونس ومصر في تشكيل الخريطة السياسية، وأيضا فى ظل الإحساس بموالاة قادة الجيش لنظام بوتفليقة. هذا الأخير يخشى من انقلاب القيادات الوسطى داخل الجيش الجزائري والإطاحة بكبار جنرالات الجيش ونظامه.
تقارير الإستخبارات كشفت أيضا عن وجود تحركات مرطونية في الكواليس بين الرئيس بوتفليقة والإدارة الأمريكية، من اجل وجود صيغة توافقية من أجل التدخل وتفادي ثورة شعبية للإطاحة بنظامه، وأيضا من أجل خلق أزمات داخلية وخارجية للشغل الرأي العام الجزائري، خصوصا مع الجار المغرب ، كما حصل مؤخرا بافتعال أزمة حدودية بإقليم فجيج.
إلى ذلك عاشت العاصمة الجزائرية أول أمس السبت، احتجاجات عارمة ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة للانتخابات الرئاسية رغم مرضه، إذ عبرت المعارضة الجزائرية أن ترشح بوتفليقة سيفسد نزاهة المنافسة خاصة وأن ماسكي خيوط اللعبة يتحكمون في جميع الأوراق الانتخابية.
وحسب معطيات إعلامية من الجزائر، فإن الشرطة منعت العشرات من المحتجين من التجمع أمام مقر الكلية المركزية بالجزائر العاصمة. و اعتقلت القوات الأمنية عدد كبير من المتظاهرين الذين استجابوا لنداء أطلقها على مواقع التواصل الاجتماعي – الفايسبوك- معارضون لترشح بوتفليقة لولاية رابعة.