عبد السلام بيكرات
ابراهيم الفتاحي
استنجد عدد من برلمانيي حزب العدالة والتنمية بمراكش بالسيد عبد السلام بيكرات والي جهة مراكش تانسيفت الحوز لإنقاذ مراكش من فضيحة الأزبال التي صارت حديث القاصي والداني لأهل الدار المقيمين والسواح الزائرين، لكن الفضيحة الحقيقية هي أن ينسى هؤلاء دورهم باعتبارهم ممثلي الأمة وحزبهم هو من يقود الحكومة، والأحرى بهم أن يتوجهوا إلى أمينهم العام عبد الاله بنكيران وأن يقرصوا آذانه ليقرص بدوره آذان وزيره في الداخلية التقنوقراطي محمد حصاد، أو أن يتوجهوا بسؤال في البرلمان عن الموضوع، هذا إن افترضنا جدلا قبولنا لفكرة تدخلهم، أما واجبهم الحقيقي فيتمثل في مراقبة عمل حكومتهم التي أجهزت على معيش الناس، ولم تبق لهم غير الفتات بفعل الزيادات المستمرة في الأسعار، وأن ينصحوا رئيس الحكومة ووزراءهم بتقوى الله في الفقراء والمساكين، أما مشكلة الأزبال فإن ثمة مجلسا جماعيا مسئولا وللمدينة عمدتها التي أقيمت عليها الدنيا ولما تقعد بعد بسبب هذه المشكلة، وقد شرعت الشركة الجديدة في تنظيف الشوارع، والمراكشيون قد أعطوها مهلة أيام ليروا مدى فعالية هذه الشركة التي فوض لها تدبير القطاع، والحق يقال أن عدة أكوام من النفايات قد تم جمعها ونظفت أماكنها فعلا ونشرت الحاويات وإننا نحسن الظن رغم أننا نقول إن وراء الأكمة ما وراءها، وأن هذا العمل يجب أن يكون منذ بداية ولاية المجلس الجماعي بدل الانتظار حتى بلغت عنق الزجاجة ودنا موعد الإنتخابات. لكن لا بأس فالأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله. أقول للسادة البرلمانيين البيجيديين المراكشيين المحترمين: إنه لمن قلة الحياء أن تتركوا الحكومة التي يقودها حزبكم تعيث في جيوب المقهورين جنيا وحلبا و”سوسا” وتتدخلوا مباشرة في مشكلة محلية لدى الوالي بعدما تعالت الاستنكارات والشكاوى وبدأت إجراءت المعالجة، ولا أرى غاية من وراء ذلك إلا تلميع صورة حزب العدالة والتنمية الذي رانت عليه أوساخ إجراءات حكومة بنكيران، الحكومة المتخصصة في مص دماء الطبقات المسحوقة، لعل هذا التلميع ياتيهم بنصيب من صيد الانتخابات الجماعية بالمدينة الحمراء. لقد ابتلينا في هذا الوطن بأنانية لا مثيل لها، حيث مقاعد السلطة ومناصب الحكم هي الغاية و ماعداها وسيلة، حتى وإن كان الوطن والإنسان، ولنا في رئيس الحكومة خير مثال، وهو الذي طار إلى الراشيدية ليشيع المرحوم الحسناوي الذي كان قيد حياته يشاركه الإديولوجيا وحركة التوحيد والإصلاح، ولم يكلف نفسه عناء زيارة مواطنين تهاوت عمارة مهترئة على رؤوسهم رغم أنهم على بعد ساعة من مسكنه. أيها البرلمانيون البيجيديون المحترمون: إن الإنسان هو الغاية، أما الانتخابات والمناصب فهي الوسيلة لرفاه الإنسان وسلامته واستقراره، وأهيب بكم ألا ينطبقن عليكم المثل القائل: “ما كيشطح ولد الهجالة حتى كيتفرق العرس”، فقد تفرق العرس ونحن في انتظار فعالية الشركة الجديدة التي فوضت لها النظافة، ولها مهلة إبراز نجاعتها حتى لا نكون لئاما ونصطاد في الماء العكر، زد على ذلك أن حزب العدالة والتنمية قد انكشفت عورته وبدت حقيقته وتدنت شعبيته، وعلم لدى المقهورين أنه حزب “زريعة الحنك” والمتشدقين يقولون ما لا يفعلون، امتطوا أحلام المواطنين وحولوها إلى كوابيس، عفوا عن فساد سلف، نكثوا بعهودهم وانقلبوا لما صارت لهم الغلبة الإنتخابية فمالوا إلى “غلابة الوطن” فقلوهم في زيت عوزهم، وإلى الله نشكوا قهرنا وإليه نبث ظلم الحكومة.