رسالة أخيرة لساكنة مدينة مراكش .. فيروس “كورونا” سيقتلنا فلنُعَزِّي بعضنا البعض

رسالة أخيرة لساكنة مدينة مراكش .. فيروس “كورونا” سيقتلنا فلنُعَزِّي بعضنا البعض

- ‎فيرأي, في الواجهة
307
0

ياسين مهما

كم يحز في النفس أن تشاهد العالم اليوم بأكمله يدخل حالة طوارئ لمواجهة فيروس “كورونا” المستجد، وتشاهد البعض من ساكنة مدينة مراكش يستهزأ ولا يبالي بتعليمات السلامة الصحية ، رغم الأرقام والإحصائيات المخيفة والمرعبة والتي تثبت بما لا يضع مجالا للشك أن الوباء يقتل .

ابناء مدينتي الاعزاء، أطفالا كنتم أو شبابا، كهولا أو شيوخا، بنات مدينتي الشريفات العفيفات بإختلاف أعماركن، أينما كنتم تقطنون سواء بالأحياء الراقية أو الشعبية، اليوم كلنا معنيون كلنا نركب نفس السفينة ، جميعنا معرضون لخطر فيروس كورونا المستجد ما لم نتقيد بتوصيات وزارة الداخلية، التي قررت إعلان حالة الطوارئ الصحية وتقييد الحركة في البلاد لأجل غير مسمى، وذلك كوسيلة لا محيد عنها لإبقاء هذا الفيروس تحت السيطرة.

أبناء مدينة مراكش الأشاوس ، لا شك أنكم يوميا تعاينون مجهودات السلطات المحلية و قوات الأمن والقوات المساعدة ورجال وأعوان السلطة المحلية، وهم يواصلون تنظيم دوريات بالسيارات في مختلف أحياء المدينة، يدعون من خلالها ساكنة مدينة مراكش الحبيبة، عبر مكبرات الصوت، إلى الالتزام بقرارات وتوجيهات السلطات بعدم الخروج من المنازل، أكيد أنكم شاهدتم على امتداد أسبوعين أو أكثر عبر مختلف الفيديوهات وقرأتم عديد المواد الصحفية المنشورة على صفحات المنابر الاعلامية بالمدينة مواضيع توثق لقيام والي جهة مراكش آسفي كريم قسي الحلو بمجهودات جبارة لوضع حد لانتشار هذا الفيروس آخرها المستشفى الميداني الذي تم تنصيبه داخل ساحة مستشفى ابن طفيل .

أكيد أنكم على علم بالحملات التحسيسية التي باشرتها سلطات المدينة والتي شملت العمل على تفرقة تجمهر الباعة الجائلين، وحث التجار إلى الاحترام الصارم لمواقيت الفتح والاغلاق المحددة بقرار ولائي ، مع تقديم التوعية للساكنة لاتخاذ الاحتياطات اللازمة، اعتمادا على المقاربة الوقائية والاستباقية للتصدي لوباء كورونا والحفاظ على صحة المواطنين والمواطنات.

لذا أطالبكم أخواتي إخواني جزاكم الله خيرا، أن تنخرطوا في الحملة الوطنية ضد فيروس “كورونا” القاتل، وذلك بالالتزام بقرار السلطات بالبقاء في منازلكم من أجل الانتصار في معركة القضاء على الفيروس، أناشدكم بأن نتحد و نقاتل و بإذن الله سننتصر على Covid 19، لنكن رجالا مثل أجدادنا، لنساعد بالصمت من أجل أحبائنا، فإن لم نكن سببا في نشر الوعي، فلا نكن سببا في نشر الجهل، لاتكن سببا في نشر الفتنة والتحريض ضد قرارات الدولة ، فالوقت وقت تظافر الجهود لا تصفية الحسابات الضيقة ، الوطن سفينتنا غرقهُا أو إنقاذها تحت أيدينا، أمر بسيط المكوث في المنازل لأيام معدودات، وان شاء الله ستعود الامور كما كانت وأحسن، وسنتعانق ونتصافح، ونتبادل أطراف الحديث، هنا وهناك، مع هذا وذاك، لكن إلى حين تحقيق هذا المبتغى لا ترموا بأنفسكم وعائلاتكم إلى الهلاك .

أناشدكم الله أبناء وبنات مدينتي البررة ، إلزموا منازلكم … إلزموا منازلكم.. إلزموا منالكم.. رسالة أخيرة وجب على الكل فهمها والإلتزام بها، للوقاية والحد من إنتشار هذا الوباء الخطير، والذي يشكل اليوم أكبــر خطر على البشرية جمعاء.

أبناء مدينتي، اليوم نعيش جميعنا تحت وطأة الظرفية الوبائية التي يمر منها المغرب، فرغم شظف العيش، وقسوة الحياة، رغم فقر الحال وبؤس الأيام ، أعلم حق العلم أن قلوبكم سخية، و نفوسكم مطمئنة و راضية، فإن أحسنا وأجدنا والتزمنا بالمكوث في منازلنا، حتما سيكون النجاح والفلاح معنا وسننتصر على الجائحة، وأما إن أسأنا وتعدينا، وتمردنا على توصيات السلطات المحلية في هذا الشأن، فسيكون مصيرنا جميعا مجهول ،وأنذاك سنعزي بعضنا البعض لأن حتما سيقتلنا فيروس كورونا .

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت