النقيب العمراني أمام 156 محاميا متمرنا : بذلة المحامي ليست مجرد ثوب بل هي رمز للعزة والمساواة والدَّوْدِ عن الحق

النقيب العمراني أمام 156 محاميا متمرنا : بذلة المحامي ليست مجرد ثوب بل هي رمز للعزة والمساواة والدَّوْدِ عن الحق

- ‎فيفي الواجهة, مجتمع
117
6

نورالدين بازين

” فتنافسوا على النهل من الأعراف والتقاليد واحترام مؤسساتكم ونقبائكم وزملائكم والتشبث بأخلاقيات المهنة وحصِّنوا أنفسكم بالتكوين، فإن ذلك مُعين لكم على ما تسمو إليه هِمَمُكُمْ ّ..

بهذه الجملة الشاملة الجامعة، خاطب نقيب هيئة المحامين بمراكش الأستاذ مولاي سليمان العمراني، مساء اليوم الجمعة 6 دجنبر 2019 ، بمقر محكمة الاستئناف بمراكش ، وبحضور السيد الرئيس الأول والسيد الوكيل العام للملك، 156 محاميا متمرنا، في حفل أداء القسم  وبداية الانتماء لهذه المهنة النبيلة وبهذه الهيئة العتيدة .

وفي معرض كلمته ، قال نقيب هيئة المحامين بمراكش، ” إن الأصولَ والأعرافَ والتقاليدَ والمبادئَ التي راكمتها مهنتنا وهيئتنا على امتداد تاريخها المجيدِ تَمتَنِعُ عنِ العَدِّ وتستعصي على الإحصاء وتُحَفِّزُكُم كمحامين متمرنين لتجديد الدماء  في شرايين ما يَنهَضُ بين المحامين جميعا من علاقاتٍ لُحْمَتُها التعاضدُ والتضامنُ والتشبثُ بأخلاقياتِ المهنةِ ابتداء من الالتزامْ بالقانون المنظم للمهنة والحفاظ على المؤسسات المهنية ووحدة الصف داخلَهَا وصولا إلى العناية الكافية بحقوق الموكلين والدفاع عنهم مرورا بالمنافحة عن العدل وإعلاء لواء الحق بأمانةٍ واستقامةٍ وشجاعةٍ، والوعي بالمسؤولية الأخلاقية والحقوقية إزاء قضايا الشعب والوطن والأمة والسعي الدؤوب للرقي بالكفاءة المهنية والمهارات العلمية وتعميق التكوين في مختلف مجالات القانون وحقوقه ثم احترام القضاء لما في ذلك من تقديس للعدالة” .

واستشهد مولاي سليمان العمراني بقول الحق جلَّ وعلى في ســــــــــــــــورة الواقعــــــــــــــــة : “وإنه لقسم لو تعلمون عظيم “. موضحا أنه  ” بهذا القسم اتخذتم الله شاهدا على صدق نواياكم للقيام بمهامكم وتحمل مسؤولياتكم مع ضرورة الشعور بهيبة الخالق وجلاله والخوف من عاقبة مخالفته “.

مشددا بأنه ” بهذا القسم انتقلتم من نطاق القانون إلى نطاق الأخلاق والضمير ، وبه نِلْتُمْ شرف الانتساب إلى هذه المهنة النبيلة والولوج إلى فضاء جديد يوجب عليكم تقديم أنفسكم إلى زملائكم في المهنة ، وزيارة القضاة في مكاتبهم بعد ما زرتم أعضاء المجلس والنقباء السابقين”  .

وأضاف نقيب المحامين بمراكش في ذات الكلمة :” بعد ذلك أنتم مقبلون على فترة التمرين تحت إشراف وتتبع مَن هُم أقدَرُ منكم وأسبقٌ منكم تجربةً وحنكةً ودرايةً ، والمواظبة على ندوة التمرين حتى إذا ما فتحتم مكاتبكم تحملتم مسؤوليتكم بنجاح وثقة محافظين على شرف المهنة والسير بها إلى ما هو أفضل وفق الأعراف والتقاليد التي سار عليها سلفكم من رجال الدفاع في مختلف العصور والأحقاب “.

ونبه أن ” بذلة المحامي ليست مجرد ثوب أو قماش بل هي رمز للعزة والمساواة والدَّوْدِ عن الحق ، فعليكم بالاعتناء بها سواء في نظافتها أو ارتدائها بشكل منظم وفي مكان منعزل” ، مضضيفا أنه ” كما هو الشأن بالنسبة للبذلة فمن واجبكم الحفاظ على هندام محترم يليق بصرحِ العدالةِ وبرسالة المحامي سواء داخل المحاكم أو خارجها ، وبهذا الخصوص فإن نقيبكم ومجلسكم لن يتسامح عن أي لباس يمس بهيبة المحاماة وقدسيتها”.

وألمع مولاي سليمان العمراني للمحامين المتمرنين أن ” الكل يعلم أن مهمة الدفاع عن الحقوق لدى المحاكم كانت في مهدها الذهبي من الخطط المُنيفة التي تَولاَّها – كالفتوى – أَشرافُ القوم وفُضلاؤهم ، وأنه بعد ذلك باتت المحاماة رسالة سامية عريقة يتصاهر فيها الفن والعلم والصناعة عريقةً عِرَقَ القضاءِ وتليدةً أسوةً بالحق ، يتناغم في ممارستها إحقاق الحق وأداء الواجب وتشييد صرح العدل قوامها حرية القول والعمل ، النظر والممارسة واستقلال ونزاهة المزاول الذي يرافع باسم القانون ويناقش باسم الحق وقيمه ويدافع باسم العدالة ومثلها ” .

وأشار نقيب المحامين في ختام كلمته المؤثرة  أن ” المحامي – كما قيل – يجب أن يكون حليما في موضع الحلم ، فهيما في موضع الحكم ، مُوثِرا للعفاف والعدل والإنصاف ، كتوما للأسرار ، عالما بما يأتي من النوازل ، يضع الأمور مواضعها ، والطوارق أماكنها ، قد نظر في كل فن من فنون العلم فأَحكمَه، عارفا بما يَرِد عليه قبل وروده ، فيُعِدُّ لكل قضية عُدتها و عَتَادَها ويهيئ لكل نازلة هيئتها وحلولها” .

 

 

 

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،