الخمالي بدرالدين
ان عدم استحضار المقاربات التاريخية والسوسيولوجية للمجتمع العراقي و عدم الاخذ بعين الاعتبار النتائج الكارثية للاحتلال الامريكي للعراق و التدخل الايراني و سياسة الطائفية الاجرامية التي عمل بها اتباعه عند القيام بالتحليل السياسي لما يجري اليوم بالعراق لن يجعل القائم به سوى متخبطا متوهما ومتخرصا في قراءاته وتحليلاته وتفسيرات لسر نجاح الدولة الاسلامية في تحقيق انتصاراتها الميدانية
حيث ولابد ان يستحضر الباحث الكثير من المعطيات لكي يستطيع الوصول الى نتائج حقيقية بعيدا عن لغة العداء و التوصيفات الخرقاء التي يستمرئها اليوم كل الجوقة الناعقة خلف الاعلام الصهيوني الرجعي الغربي الذي خلق فزاعة (داعش ) و نسج حولها الاكاذيب والاساطير لكي يكرهها الناس وينفروا منها دون معرفة الحقائق وراء ظهورها المتعاظم وذيوع صيتها في المشهد الاقليمي والدولي
حيث يجب استحضار على الاقل المعطيات التالية .
اولا – الطبيعة العشائرية للمجتمع العراقي والذي تسود فيه قيم الشجاعة والاقدام والرجولة و القسوة بسبب العادات والتقاليد والطبيعة الصحراوية القاسية
ثانيا – الاغلبية السنية لساكنة العراق و سيادة القيم البدوية
ثالثا – الاقصاء والتهميش الممنهج لاهل السنة و الاعتداء الاجرامي الهمجي على ائمتهم و كبرائهم منذ 2003 بحجة اجتثات البعث.
رابعا – المعاناة المادية الكبيرة التي تعرض لها لااهل السنة بسبب الحصار والتجويع والتصييق المعيشي والاقتصادي والحرمان من الخدمات ومن ولوج الوظائف العمومية و استفراد اتباع ايران بالسلطة السياسية والعسكرية وتحويل النظام في العراق العراق الى نظام طائفي
خامسا – شهرة الدولة الاسلامية وذيوع صيت مجاهديها في حربهم ضد الاحتلال العراقي منذ 2003 في اطار سيرورة تاريخية تطور خلالها التنظيم عبر مراحل تلخصها التسميات التالية
جماعة التوحيد والجهاد ببلاد الرافدين في 2003 الى القاعدة في بلاد الرافدين بعد انضمام ابو مصعب الزرقاوي في 2004 الى الدولة الاسلامية في العراق في 2006 الى الدولة الاسلامية في العراق والشام في 2013 بعد فتح الجبهة السورية
هذه الاسباب هي التي ساهمت بشكل اساسي في توفير الحاضنة الشعبية والجماهيرية للدولة الاسلامية وانضمام معظم العشائر السنية البدوية وبيعتها للدولة الاسلامية وذلك …
اولا – لان العشائر السنية عانت من اضطهاد مريع و اقصاء كبير من قبل الاحتلال الامريكي و النظام الطائفي
ثانيا – لان الكثير من العشائر السنية تعرضت للخيانة من قبل زعماء الصحوات اذناب الاحتلال الامريكي
ثالثا – لان التغيير السياسي السلمي اصبح مستحيلا بسبب الاستبداد والغطرسة التي يبديها الطائفيون عملاء ايران وعلى راسهم نوري المالكي .
رابعا – لان المالكي وصف اهل السنة جميعا بالارهاب و فضل خيار السلاح للتعامل مع احتجاجات العشائر السنية في الانبار بل انه وصل الى حد اتهام طارق الهاشمي حليفه السني السابق بالارهابي و بدعم الارهاب .
اليوم الدولة الاسلامية هي الخيار الوحيد لدى اهل السنة بعد ان انسدت امامهم جميع الخيارات وسيمضون فيه الى النهاية لانه لا عودة للوراء بمقاييس الربح والخسارة .
فكل القسوة التي يتعامل بها جنود الدولة الاسلامية مع اعدائهم والتي تبقي افواه الكثيرين فاغرة وغير مستوعبة للوضع انما هي في الحقيقة ردة فعل جمعية لاهل السنة على كل المخططات التي اصابتهم في مقتل وحاولت محوهم من على خريطة العراق و هي نتيجة طبيعة لكل الظلم الذي تعرض له اهل السنة ابان فترة الاحتلال الامريكي
ماساة وجريمة سجن ابو غريب نموذجا وغيره كثير نذكر منه – اختطاف العلماء والائمة السنة وذبحهم والقائهم في نهر دجلة والفراث
خطف وقتل الاطفال
مداهمة البيوت والقاء القبض على الشباب من اهل السنة واعدامهم دون اي تهمة
خطف الاطفال الصغار من اهل السنة وقتلهم
اغتصاب النساء من اهل السنة و سجنهن
بيع اعضاء المقتولين من اهل السنة حتى ان العراق صار خلال العشرية الماضية الاول عالميا في البلدان التي تنتشر فيها تجارة الاعضاء البشرية الغير شرعية.
اضف الى ذلك
تعاون الطوائف الاخرى من شيعة و يزيديين و اكراد مع الاحتلال الامريكي تحت قيادة بول برايمر و مشاركتهم في جريمة تفكيك الدولة العراقية و محاولتهم تقسيم العراق على الاساس الطائفي و حصر السنة في المثلث الغربي المسمى بالمثلث السني و تشكيل الجيش العراقي على اساس طائفي من مليشيات جيش المهدي و قوات بدر وغيرها .
كل هذا يجعل مما يحدث اليوم امرا عاديا جدا ومتسقا مع التطور العام للاحداث …فعملاء الاحتلال والاحتلال الامريكي يحصد ما زرعه من جرائم
فكل هذا نتيجة طبيعة وردة فعل طبيعية للصلف والطغيان و الاستبداد …ونفس الامر يقال بالنسبة لنظام بشار
الهمجية و القسوة و القتل الممنهج لن تصنع من المضلومين سوى وحوشا كاسرة تكسر الصخر و الجبال في طريقها لانتزاع حقها ورد كرامتها
فلماذا تستغربون اذن ايها الافاضل
