قال مستشار الملك عباس الجيراري، إن “الزج بالملك في كل القضايا يضعه في موقف محرج”، مشيرا أن “الكل ينتظر تدخل الملك، وهذا ليس هو الحل منذ البداية، فلا يعقل أن تتخلى الحكومة والمؤسسات عن مسؤولياتها، وليس سهلا أن يغامر الملك في ملف شائك مثل هذا لا يمكن توقع ردود الأفعال فيه”.
واعتبر الجراري في حوار مع يومية “الصباح” في عددها الصادر اليوم الإثنين، أن للدولة أخطاء في الريف، متسائلا “أين هي الحكومة من كل هذا، وأين هي الأحزاب والمؤسسات التي تصرف عليها الملايير”.
وأضاف المتحدث ذاته، أن “الجميع يتفرج على ما يجري أو يذكون نيران الفتنة أكثر مما هي متقدة”، مؤكدا أنه “وصلنا إلى طريق يكاد يكون مسدودا، بعد أن فشلت المؤسسات المنوطة بها حل المشكل في تدبير الأزمة والوصول بها إلى بر الأمان”.
الأمين العام لمركز دراسات الأندلس وحوار الحضارات، أشار إلى أن الكل “ينتظر تدخل الملك، وهذا ليس هو الحل منذ البداية، لا يعقل أن تتخلى الحكومة والمؤسسات عن مسؤولياتها ليتم الزج بالملك في قضايا مثل هذه، ليس سهلا أن يغامر الملك في ملف شائك مثل هذا لا يمكن توقع ردود الأفعال فيه”.
وشدد الجيراري، أن “تصرف الأحزاب والحكومة والمؤسسات بإسناد كل شيء إلى الملك، بحق أو باطل، يضعه في موقف حرج، على الجميع أن يتحمل مسؤوليته، لا أن يلقي كل طرف المسؤولية على الآخر، ونتمى أن تتغلب الحكمة في الأخير، لأن المغرب يبدو وكأنه فقد حكماءه، بعد أن ركن مثقفوه إلى الصمت أو انسحبوا، فيما اختار البعض الآخر التفرج بسخرية واستهزاء مما يجري”.
وعن أسباب حراك الريف، أكد مستشار الملك، أن “هناك أسبابا موضوعية وجيهة لهذا الحراك، فمنطقة الريف بحكم تاريخها النضالي منذ زمن الخطابي، تشكل فيها رصيد من الاعتزاز بأن لهذه المنطقة دور في النضال من أجل الوطن، ونتيجة لهذا تدخل خصوم المغرب لاستغلال هذه الواجهة النضالية المشرفة من أجل توجيه بؤرة الاحتقان نحو زرع مجموعة من الأفكار الهدامة التي تسير بالبلاد نحو الهاوية”.
وأشار عضو مكتب أكاديمية المملكة المغربية، إلى أن هناك “من يريد تشويه التاريخ النضالي للمنطقة، ويريدها أن تعاقب عليه، فعلا أهل الريف عوقبوا سابقا بشيء من الإهمال ظل يتضخم ويتفاقم حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه” يقول الجراري.