اعترافا له بما قدم من خدمات قانونية وتفاني في العمل بالمدينة، احتفى مــركز حــقوق الناس بقلعة السراغنة، نهاية الاسبوع المنصرم ، بالإطار القانوني الدكتور سعيد عبد الرحمان بنخضرة، رئيس كتابة النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بقلعة السراغنة والأستاذ الجامعي بالمركز الجامعي بنفس المدينة.
وبحسب رئيس مركز حقوق الناس محمد زروال ، فأن تكريم الأستاذ سعيد عبد الرحمان بنخضرة، راجع لأمرين أساسين، ترسيخ ثقافة الاعتراف، و هي قيمة ما أحوج المجتمع المغربي إلى التحلي بها في ظرفية يحتاج فيها الوطن، أكثر من أي وقت مضى، لمبدعيه، و جنود خفاءه، والأمر الثاني يتعلق بطبيعة المحتفى به، حيث لا يتوقف الأستاذ بنخضرة عن العمل، لكنه لا يتكلم أبدا عما ينجزه . و مع إدراك المركز بان هذه من صفات الكبار، إلا أنهم قرروا تكسير الصمت بدلا عنه، عبر مساهمة مركز حقوق الناس من خلال الاحتفاء بمن ساعده على الوقوف، في مناخ مازالت فيه ثقافة حقوق الناس تلتمس طريقها نحو الوجود .
صورة تذكارية رفقة طاقم مركز حقوق الناس ود. محمد الغالي عميد المركز الجامعي بالقلعة/ نسخة من كتاب الدكتور
من جهته قال ذ الحسن زعطم أ تقاطع التكوين الأكاديمي و الممارسة الإدارية الفعالة ، و المنطلقة من الإرادة الصادقة ، تؤدي إلى خدمة الوطن، كما أن الإرادة المستحضرة لإنتظارات المواطنين في تفاعل مع فلسفة الحق و الواجب الذي يجب أن يتمتع بها الفاعل في المرفق العمومي، الإرادة المستحضرة لمغرب ما بعد الدستور 2011 ، حيث أصبحت نجاعة المؤسسات العمومية مرتبطة بمدى تواصلها و إشراكها للفاعل المدني في وضع و انجاز الاستراتيجيات القطاعية.
وإمد زعطم أن هذه الإرادة لمسها و بدون مواربة في الأستاذ سعيد عبد الرحمان بنخضرة، منذ اشتغاله لسنوات في اللجنة الإقليمية لمناهضة العنف ضد النساء و الأطفال، مضيفا أنه طاقة لا تنضب بخصاله الحميدة و تفانيه في عمله و ذلك بشهادة رؤساءه المباشرين.
د. بنخضرة أثناء تكريم العاملات بمركز حقوق الناس
وأوضح زعطم ان هذه الشهادات تنطوي على تمكينه المعرفي في مجال تخصصه و استمرار يته في الاجتهاد عبر إصدارات معرفية متنوعة أغنت المكتبة القانونية المغربية، مع تمرير هذه الكفاءة المعرفية و النظرية للجيل الجديد عبر محاضرته في مدرجات الجامعات، وبقدرته على حسن الإنصات و التواصل مع الفاعل المدني و الاجتهاد في تبسيط المساطر الإدارية لتمكينه من انجاز مهامه والانخراط و المساهمة في الحركية المجتمعية و الفكرية الهادفة للتصدي لكل نكوصية تستهدف مرتكزات المجتمع المغربي المبني على مغرب الحداثة و الديمقراطية ، مبرزا أن مسار الأستاذ سعيد عبد الرحمان بنخضرة يدخل في الحالات الاستثنائية التي استطاعت أن تحافظ على توهجها الأكاديمي رغم إكراهات العمل الإداري و المتاعب الحياتية الأسرية اليومية.
زروال في قراءة لكتاب الأحكام المصادرة في القانون الجنائي المغربي / برفقة د بنخضرة
ومن خلال شهادات حول التجربة داخل خلية مناهضة العنف ضد النساء و الأطفال، قالت عزيزة زهير أن رئاسة النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بقلعة السراغنة، عملت على إشراك مكونات المجتمع المدني العاملة في مجال مناهضة العنف ضد النساء و الأطفال من خلال اللجنة الإقليمية التي تنعقد تحت الرئاسة الفعلية لوكيل الملك، و التي توجت أعمالها، من خلال إصدارات النيابة العامة التي ضمت تقارير الجمعيات الفاعلة في مجال مناهضة العنف ضد النساء و الأطفال .
واعتبارا كإحدى المتابعات لمواكبة لعمل هذه اللجنة كمستمعة بمركز النساء في وضعية صعبة الذي يشرف عليه مركز حقوق الناس لاحظت إن نجاح هذه التجربة بالمقارنة مع باقي التجارب بالمحاكم الابتدائية الأخرى يرجع بالأساس إلى الدور الحازم و الفعال الذي يقوم به السيد وكيل الملك و المنتدبين من السلك القضائي و على رئسهم كتابة النيابة العامة، الأستاذ سعيد عبد الرحمان بنخضرة، معتبرة أنه طاقة خلاقة في التواصل مع مكونات المجتمع المدني، و ساهم في مأسسة أشغال اللجنة الإقليمية من خلال توثيق أشغالها عبر تقارير و ضعت رهن إشارة الفاعلين، و التي شكلت جزءا من مواضيع إصدارات النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بقلعة السراغنة، إلى جانب الاجتهاد في تبسيط المساطر الإدارية لتسير فعل المجتمع المدني في الترافع، و هي صفات و خصال و تكوين أكاديمي متميز، و هو ما تحتاج له الإدارة المغربية الحديثة و المنفتحة اليوم .