لقطة من الفيلم
انقسمت مراكش بين مؤيد ومعارض لتصوير شريط فيلم عيوش بمدينة سبعة رجال ( الزين لي فيك ) والذي اثار جملة من ردود الفعل بلغت ردهات المحاكم من خلال الجمعية المغربية للدفاع عن المواطن ، الذي اعتبرت الفيلم، يمس بسمعة مراكش.
وفيما يعلن حزب الاستقلال معارضته للشريط وتعلن منظماته الشبابية عن تنظيم وقفة أمام البرلمان للتنديد بموضوع الفيلم و المشاهد الساخنة الواردة في كثير من لقطاته السينمائية، فان عضو المجلس الوطني للحزب الصحفي عبد الواحد الطالبي، عبر عن رأي مخالف للهيئة التي ينتمي اليها، كما انه اتجه في موقفه الى تليين التعصب الذي أبدته أطراف اخرى في مراكش من الفيلم الذي تجندت الى المطالبة بمنعه من عرضه في القاعات السينمائية، حيث دخل على الخط بعض الأشخاص والمنتخبين المحسوبين على الأغلبية المسيرة لمجلس مدينة مراكش وفي مقدمتهم محمد نكيل ، نائب العمدة المنصوري ، الذي صرح في خرجة إعلامية بكون الفيلم المذكور يحفل بلقطات خادشة للحياء العام معتبرا ذلك يساهم في تشويه تاريخ مراكش والإساءة الى سمعتها، وهو التصريح الذي وصفته بعض الأطراف الحقوقية بكونه يدخل في ( إطار الحملة الانتخابية السابقة لآوانها ) لكون صاحب التصريح تحدث بصفته نائبا للعمدة التي تنتمي الى حزب البام.
http://youtu.be/PKitwpxZMUE
وتستأذن ( كلامكم) الزميل عبد الواحد الطالبي لنشر مقالته المنشورة على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي وهي كالتالي :
لا أظنني مثلي مثل كثيرين شاهدنا الفيلم الذي يستبق البعض إلى اصدار الاحكام عليه.
لنترك أحكام القيمة ونمنح لأنفسكم جرأة الانصات الى المونولوغ الصاخب في ذات كل واحد منا.
أنا متلهف لمشاهدة الفلم لا فضولا مدفوعا باللغط خلف القافلة، وليس استمتاعا حد الاستمناء؛ ولكن حتى أقيس حدود المسافة بين الواقع والفن، وحتى أمد يدي الى أفق الابداع حين يلتقي بالحقيقة في موضوع نمارسه كل يوم بل كل ساعة وفي كل دقيقة وثانية.
لنترك عياش او غيره يبدع، فالابداع حرية والحرية عالم بلا خرائط وخرائط دون حدود….
كل هؤلاء الذي أوقفوا عياش وشريط “الزين اللي فيك” بقفص الاتهام، هم متهمون بالتضييق على الحرية وبالقيام عن عمد وسبق اصرار بممارسة الاعدام في حق أبطال الظلال مرتين: إحداهما شنقا والمرة الأخرى رميا بالرصاص.
ابيدار والناجي وديدان والاخرون، أبطال ظلال. وأما الأبطال من لحم ودم ففي كباريهات بعناوين معلومة ورخص معلومة، تفتح وتغلق بمواعد معلومة ويرتادها زبناء معلومون.
ابطال اللحم والدم، في شوارع المدن المثخنة بالجثت العفنة المضرجة بسفح العذارى، والعربيدة برجع القيئ الثملى بغنج الشذوذ…
نبيل عيوش لم يدْعُ أحداً للتصفيق على شريطه، ولم يأخذ مفتاح مراكش بيده ورحل الى كانْ ودونه الحمراء تحت الحصار.
ونبيل عيوش لم يُداهِم بشريطه قلعاتكم الموصدة بالغرابيل أو اقتحم غرفكم المحجبة بالشفائف أو ظهر من خلفكم في مرايا وجوهكم.
نبيل عيوش كان كالفجر الذي انبلج من عتمة الدياجي حين ادلهمت الدنيا وانسل من ستارتها خيط أبيض.
مراكش الحمراء بأماسيها وصباحاتها ليل داج قاس بطيئ مر المذاق…لكن عيوش استلذه بطعم السينما وكانت له جرأة تجرعه؛
تُرى من تكون له جرأة عيوش ليستلذ حقيقةً وفي الواقع رٓجْعَ القيئ من سُكْرٍ طافحٍ في الشوارع، ويستطيب لحم الجيَف التي افترستها الأنياب، ويستحل خشية الحرام ما لا يٓحِل…
قدرتم على الفن والسينما وما قدرتم على طعام كان حِلّاً لكم وحرمتموه على أنفسكم وإنكم في ذلكم لجبناء
وقد أقولها: فيكم جبن الليل الذي تخافون أن يفضحكم صبحه أو يكشف عوراتكم ضوءه فتربصتم بعتمة القاعات تنفخون على الشمعات الهينة الخافتة التي أوقدها عيوش بومضة سينما وهي مجرد عالم من الظلال لحقيقة كل واحد سبقه خطوه الى ماخور “الزين اللي فيكم”
