طارق أعراب
في حادث مأساوي هزّ منطقة سيدي بوزيد بإقليم شيشاوة، لقيت عائلة مكونة من خمسة أفراد مصرعها بعد سقوطها في “مطمورة” (حفرة للصرف الصحي) صباح اليوم. وقد تمكنت عناصر الوقاية المدنية من انتشال جثامين الضحايا الخمسة، ليزيد هذا الحادث من مشاعر الحزن والصدمة التي خيّمت على المنطقة.
وفقًا للمصادر المحلية، وقعت المأساة في الساعات الأولى من صباح اليوم، عندما كانت العائلة تحاول تفقد المطمورة الموجودة داخل منزلها. وتتضارب الروايات حول أسباب السقوط، لكنّ غالبية المصادر تشير إلى أن أحد أفراد العائلة الأب سقط أولًا، ثم حاول الباقون إنقاذه الواحد تلو الآخر، ليلقوا جميعًا حتفهم داخل الحفرة.
وتحتوي مطامير الصرف الصحي غالبًا على غازات سامة تتراكم في القاع بسبب تحلل المواد العضوية، مثل ثاني أكسيد الكربون، مما يؤدي إلى فقدان الوعي والاختناق السريع. ويُعتقد أن هذه الغازات هي السبب الرئيسي وراء الوفاة الجماعية للعائلة، حيث لم يتمكن أي منهم من النجاة بعد السقوط.
فور علمها بالحادث، هرعت عناصر الوقاية المدنية إلى عين المكان، حيث باشرت عملية انتشال الجثامين التي استمرت لساعات. وقد تطلبت العملية جهودًا كبيرة ودقيقة نظرًا لضيق فتحة المطمورة وعمقها. وبمساعدة السلطات المحلية وبعض السكان، تمكنت فرق الإنقاذ من إخراج جميع الضحايا، الذين تم نقلهم إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بمراكش، وذلك لإجراء التشريح الطبي لتحديد الأسباب الدقيقة للوفاة.
خلف هذا الحادث المأساوي صدمة عميقة وحزنًا كبيرًا لدى أهالي القرية والجيران. وقد توافد العشرات من السكان إلى مكان الحادث لتقديم التعازي ومواساة أقارب الضحايا، بينما عبّروا عن أسفهم لهذه الفاجعة التي أودت بحياة عائلة بكاملها في لحظات.
تتجدد مع هذه المأساة الدعوات إلى توخي الحذر عند التعامل مع المطامير القديمة، خاصة بعد فترات طويلة من إغلاقها. ويشدد الخبراء على ضرورة تهويتها جيدًا قبل النزول إليها، والابتعاد عنها في حالة الشك بوجود غازات خانقة، تجنبًا لوقوع حوادث مماثلة.
