خريبكة/ سعيد العيدي
كشف محمد الكاملي، الكاتب الإقليمي للنقابة الشعبية للمأجورين بخريبكة، عن معطيات مثيرة بشأن الوضعية الاجتماعية والمهنية لعمال المناولة والوساطة داخل أوراش المجمع الشريف للفوسفاط، استناداً إلى استبيان أنجزته لجنة الدراسات والأبحاث التابعة للنقابة وشارك فيه أزيد من 3600 عامل وعاملة. وأوضح أن النتائج أبرزت حجم الاستغلال والمهانة التي يتعرض لها هؤلاء العمال، في ظل ما وصفه بتواطؤ بين إدارة المجمع وشركات الوساطة، بما يتنافى مع مقتضيات مدونة الشغل والقانون المنجمي.
وأشار الكاملي إلى أن العديد من العمال يوقعون عقوداً متتالية منذ أكثر من عشرين سنة دون أن تتحسن وضعيتهم، وهو ما يشكل خرقاً واضحاً للمادة 16 من مدونة الشغل، مؤكداً أن هذا التحايل عبر تغيير أسماء الشركات دون تغيير مواقع العمل يمثل شكلاً من أشكال الاستعباد الحديث. وأضاف أن أجور هذه الفئة زهيدة ومجمدة منذ سنوات طويلة، وغالباً ما يتم تأخير صرفها، إلى جانب حرمانهم من علاوة الأقدمية رغم وجود نص قانوني يقر بها.
كما كشف الاستبيان عن ظروف عمل قاسية تفتقر لشروط السلامة والصحة المهنية، حيث يشتغل العمال دون تجهيزات وقائية أو متابعة طبية، رغم خطورة المهام المرتبطة بالآلات الضخمة والمواد الكيميائية، وهو ما أدى إلى وقوع حوادث شغل مميتة من بينها وفاة عامل شاب في ميناء العيون الفوسفاطي الجديد. ولفت الكاملي الانتباه إلى التمييز الاجتماعي الذي يعانيه أبناء عمال الوساطة، بحرمانهم من الخدمات والأنشطة الاجتماعية التي يستفيد منها أبناء العمال الرسميين، معتبراً أن ذلك يكرس الحيف والطبقية داخل المؤسسة.
محمد الكاميلي الكاتب الإقليمي للنقابة الشعبية للمأجورين بخريبكة
وطالب الكاتب الإقليمي بضرورة تدخل الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط بشكل عاجل لوضع حد لهذا الاستغلال، عبر فتح تحقيق مستقل، واحترام القوانين الجاري بها العمل، وترسيم العمال وتحسين ظروفهم الاجتماعية والمهنية، وضمان صرف أجورهم في وقتها، وتعميم الخدمات الاجتماعية على جميع المستخدمين وأسرهم، مع الرفع من الأجور إلى مستوى لا يقل عن عشرة آلاف درهم شهرياً. وختم الكاملي بالتشديد على أن النقابة الشعبية للمأجورين لن تصمت أمام ما اعتبره ظلماً ممنهجاً، ملوحاً بخطوات نضالية تصعيدية بتنسيق مع الهيئات النقابية والحقوقية والسياسية من أجل انتزاع الحقوق وصون الكرامة.
