هيئة التحرير/ تصوير: ف. الطرومبتي
في مشهد غير مألوف بساحة جامع الفنا، أصرّ ضابط شرطة ممتاز على تطبيق القانون مساء اليوم الجمعة، بعد أن منع شاحنات ضخمة تابعة لإحدى المقاولات العاملة في محيط الساحة من الدخول في وقت الذروة، رغم محاولات تدخل وضغوط مورست عليه عبر الهواتف الرسمية وحتى عبر سيارات سوداء.
الواقعة، التي جرت أمام أنظار المواطنين والزوار، أعادت إلى الواجهة إشكالية ازدواجية تطبيق القانون، حيث كانت السلطات المحلية قد حددت مواقيت صارمة لدخول الشاحنات والعربات إلى الساحة حفاظاً على انسيابية الحركة وسلامة الزوار، غير أن هذه السلطات نفسها لم تنضبط للتوقيت الذي وضعته، مما جعل الشرطي يجد نفسه في مواجهة مباشرة مع واقع “الاستثناءات” الممنوحة خارج القانون.
إصرار رجل الأمن على أداء واجبه، في لحظة كانت الساحة مكتظة عن آخرها بالزوار، لقي استحساناً كبيراً من الحاضرين الذين اعتبروا الموقف “درساً عملياً في سيادة القانون”، مقابل تساؤلات واسعة حول مسؤولية السلطات المحلية في التغاضي عن خرق القوانين التي تصدرها بنفسها.
وتكشف هذه الحادثة، مرة أخرى، حجم التناقض بين الخطابات الرسمية الداعية إلى احترام القانون، والممارسات الميدانية التي تسمح بالالتفاف عليه، وهو ما قد يُضعف صورة مؤسسات الدولة أمام الرأي العام ويضر بسمعة واحدة من أبرز الساحات السياحية والتراثية في العالم.
