طارق واعراب/ تصوير: ف. الطرومبتي
في أجواء مفعمة بالحب والولاء، احتفل الحلايقية والكواتشية بساحة جامع الفنا بمدينة مراكش، صباح اليوم، بالذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد، بطريقة شعبية أصيلة، تجسد عمق الارتباط التاريخي بين المواطن المغربي وعرشه العلوي المجيد.
الاحتفال، الذي نُظم بشكل تلقائي، شاركت فيه مختلف مكونات الفضاء الرمزي للساحة، حيث قدّم الحلايقية عروضًا فنية تمزج بين الحكاية الشعبية وفنون الحلقة والموسيقى التقليدية، بينما شارك الكواتشية، وهم سائقو العربات المجرورة بالخيول، في الاستعراض الوطني من خلال تزيين عرباتهم بالأعلام المغربية وصور جلالة الملك، وجابوا محيط الساحة مرددين عبارات التهاني والتبريك بهذه المناسبة الغالية.
وشهدت ساحة جامع الفنا لحظات احتفالية مؤثرة، حيث تجمع المواطنون، وسكان المدينة العتيقة، والزوار المغاربة والأجانب، لمتابعة فقرات فنية مستوحاة من التراث الشفهي المغربي، أداها نخبة من الحلايقية، تعبيرًا عن الفرحة الوطنية، واحتفاءً برمزية هذا العيد الذي يُجسد أسمى معاني الوفاء بين الملك والشعب.
كما حرص الكواتشية على الظهور بزي تقليدي نظيف، وتزيين الخيول والعربات بأشكال تعبّر عن الانتماء الوطني، مؤكدين، في تصريحات متفرقة، أن عيد العرش مناسبة يشعر فيها كل مغربي بالفخر والاعتزاز، وأن مشاركتهم في هذه الاحتفالات تأتي من منطلق الوفاء لجلالة الملك محمد السادس، واعتزازهم بمهنة تعتبر جزءًا من الذاكرة الثقافية والسياحية لمراكش.
وأعرب عدد من الحضور عن إعجابهم بهذه المبادرة الشعبية التي أعادت لساحة جامع الفنا وهجها الوطني والاحتفالي، مؤكدين أن هذه الساحة ليست مجرد موقع سياحي، بل فضاء للتعبير الثقافي والوجداني، ومسرح مفتوح يعكس نبض المغاربة وهم يحتفلون على طريقتهم الخاصة.
وقد لقيت هذه المبادرة استحسانًا واسعًا من طرف الزوار والسياح الذين وجدوا في هذه الاحتفالية فرصة لاكتشاف البعد الوطني في الثقافة الشعبية المغربية، حيث تتجلى رمزية المناسبات الوطنية حتى في أبسط تفاصيل الحياة اليومية لمراكشيين يُجيدون تحويل الساحة إلى منصة حب وولاء كلما دعت المناسبة.
