رشيد سرحان
في تصريح مثير، خرج مدير قناة الرياضية حسن بوطبسيل ليكشف معطيات صادمة بخصوص الظروف التحكيمية التي رافقت مباراة المنتخب الوطني المغربي النسوي، في نصف نهائي كأس أمم إفريقيا، والتي أثارت موجة من الغضب والجدل بسبب إلغاء ضربة جزاء واضحة كانت كفيلة بتغيير مجرى المواجهة.
وقال بوطبسيل في تصريحات إعلامية إن مخرج المباراة يتحكم بشكل طبيعي في الكاميرات وزوايا التصوير خلال أطوار اللقاء، لكن ما إن يُطلب تدخل تقنية “الفار” من طرف الحكم، يتم تحويل الإخراج مباشرة إلى غرفة “الفيديو”، التي تستولي بالكامل على الكاميرات وتتحكم في الزوايا واللقطات المعروضة.
وأضاف المدير التقني للقناة الرياضية: “في لقطة ضربة الجزاء، يمكن لأي مشاهد أن يلاحظ أن هناك نية مبيتة، لأن القائمين على الفار تعمدوا البحث عن الزاوية التي لا تظهر فيها بوضوح المخالفة، ورفضوا الزوايا التي تثبت وجود ركلة جزاء واضحة، مما أدى إلى تأخرهم المتعمد في اتخاذ القرار”.
وأشار بوطبسيل إلى أن الاستهداف لم يكن في هذه المباراة فقط، بل سبق أن لاحظه في مباريات ربع النهائي ونصف النهائي كذلك، موضحاً أنه وجّه ملاحظات مباشرة للمسؤولين على التحكيم قائلاً: “كنت أستغرب أن بعض اللقطات التي نعرضها على الشاشة لا تحرّك غرفة الفار، وكأن هناك تواطؤاً أو نية بعدم التفاعل”.
وفي خضم هذه التجاوزات، كشف بوطبسيل أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تفاعلت مع الأمر بجدية، حيث طلبت رسمياً جميع لقطات المباراة من قناة الرياضية، وستقوم بتوجيه احتجاج رسمي إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، مطالبة بفتح تحقيق عاجل فيما جرى.
وتأتي هذه التطورات في سياق رياضي حساس، حيث كان المنتخب الوطني النسوي يطمح للوصول إلى النهائي، والذهاب بعيداً في البطولة، غير أن قرارات تحكيمية مثيرة للشكوك حالت دون ذلك، لتطرح مجدداً قضية نزاهة التحكيم الإفريقي، ودور “الفار” الذي يفترض أن يكون أداة لتصحيح الأخطاء، لا لتكريس الظلم.
المتابعون ينتظرون رد الكاف، فيما يطالب الشارع الرياضي المغربي بضمانات حقيقية لحماية منتخباته الوطنية من استهداف بات يتكرر في أكثر من مناسبة.
