خولة العدراوي
إنزكان – في أجواء احتفالية مبهجة، اختتمت مساء اليوم فعاليات كرنفال بوجلود بمدينة إنزكان، وسط حضور جماهيري واسع وتفاعل كبير من ساكنة المدينة وزوارها. انطلقت مسيرة الكرنفال ابتداء من الساعة السادسة مساءً، وجابت الشوارع الرئيسية للمدينة، بمشاركة عدد من الفرق الفلكلورية ووجوه استعراضية متنوعة.
وتميزت نسخة هذه السنة، التي تندرج ضمن برنامج الأنشطة الصيفية التي تشهدها المدينة، بمنع استخدام أي شكل من أشكال لباس الجلود التقليدي الذي لطالما ميّز طقوس الكرنفال، وذلك لأسباب لم تعلنها الجهات المنظمة بشكل رسمي، فيما رجّحت مصادر محلية أن يكون القرار مرتبطًا بإشكالات تتعلق بالنظام العام والسلامة.
ورغم غياب رمزية “الجلود” التي تُعدّ من أبرز مظاهر شخصية بوجلود الأسطورية، إلا أن الكرنفال لم يفقد بريقه، حيث تم تعويض ذلك باستعراض مجسمات فنية مبهرة، من بينها مجسم كأس العالم ولاعبين من المنتخب الوطني المغربي، في إشارة رمزية إلى روح التحدي والانتصار التي يحملها المغاربة في مختلف المحافل.
وسبقت هذه المسيرة الاحتفالية برمجة فنية مكثفة ضمن “قرية الكرنفال” التي نُظمت بساحة قصر بلدية إنزكان منذ 11 يونيو الجاري، حيث شهدت تقديم عروض فنية متنوعة وورشات للأطفال، إلى جانب منصات مخصصة لعرض منتوجات الصناعة التقليدية والمنتجات المحلية.
وشكلت فرق أحواش والفنون الشعبية الأمازيغية العمود الفقري للمواكب الاحتفالية، إذ ساهمت في بث أجواء من البهجة والفرح، وأعادت إلى الأذهان أجواء الاحتفال الجماعي التي تُميز منطقة سوس في مواسمها ومناسباتها الكبرى.
ويعدّ كرنفال بوجلود من التقاليد الشعبية التي توارثها سكان جهة سوس منذ قرون، ويرتبط عادة بفترة ما بعد عيد الأضحى، حيث يلبس الشباب جلود الأضاحي ويتنكرون في شخصيات خيالية، في مشهد يجمع بين الطقس الاحتفالي والتراث الشعبي الغني.
ورغم التعديلات التي طالت شكل الكرنفال ومضمونه، فإن الإقبال الشعبي عليه هذا العام يؤكد على تعطش الساكنة لمثل هذه المبادرات الثقافية، ويدعو مستقبلاً إلى مزيد من التنظيم والتطوير، مع الحفاظ على الجوهر الرمزي والهوية التراثية للكرنفال.
