خولة العدراوي/ تصوير: ف. الطرونبتي
في قلب حي لاستوريس ماجوريل بباب دكالة، لا تتحمل سكانه مظهر الانحراف الذي يعاني منه المكان؛ إذ إن القضية ليست في طبيعة الحي نفسه، بل في الأرض الفارغة التي كانت فيما مضى سوقاً جامعياً يُزخر ببيع الخضر والفواكه والتمر، واليوم تحولت إلى منطقة يعمها فساد وظواهر خطيرة.
كانت تلك الأرض رمزاً للنشاط التجاري والاقتصادي، تجمع سكان الحي والزبائن على حد سواء للاستفادة من جودة المنتجات المحلية وتنوعها. إلا أن التحول المفاجئ في إدارة هذه المنطقة وإهمال السلطات أدى إلى فراغ حضري أصبح بمثابة بؤرة لانطلاق مجموعة من الممارسات المشبوهة.
و يتحدث سكان الحي عن انتشار بيع المخدرات والمسكرات، بالإضافة إلى “ماء الحياء” الذي يروج له بعض حراس السيارات؛ حيث يستغل هؤلاء المكان لخدمة مصالحهم الخاصة بعيدا عن الرقابة. وقد أصبحت الأرض الفارغة مرتعاً لشبكات الاتجار في البشر واستغلال القاصرين، مما يزيد من مخاوف الأهالي ويضعهم في موقف مواجهة مباشرة مع هذه الظواهر.
مع تدهور الأوضاع وازدياد حالات الاستغلال والانحراف، يطالب سكان الحي بتدخل عاجل من السلطات المحلية. مطلوب إعادة تأهيل الأرض وتحويلها إلى مركز يعيد للحياة نشاطها التجاري السابق، كما يستدعي الأمر تطبيق إجراءات صارمة لمحاسبة المتورطين ومنع توسع هذه الظواهر التي تقوض أمن واستقرار المجتمع المحلي.
إن ما يشهده حي لاستوريس ماجوريل ليس إلا انعكاساً لفشل السياسات الإدارية وعدم وجود رقابة فعالة في استغلال الفضاءات الحضرية. يتطلع سكان الحي إلى رؤية تدخل حاسم من والي الجهة لإعادة الأرض إلى مجراها الطبيعي، حاملةً معها تراث السوق القديم الذي كان مصدر فخر واقتصاد محلي، قبل أن يتحول إلى رمز للانحراف والفساد.