بقلم خالد مصباح*
يعتبر الموقف الذي إتخده السيد والي جهة مراكش اسفي في شأن تداعيات موقف الشاب عبد الاله بائع السمك بمدينة مراكش حول الاثمنة الحقيقية المفروض تداولها في اسواقنا المغربية موقفا انسانيا نبيلا، حيث عمل على استقباله وطمأنته في شأن ضمان ممارسة نشاطه التجاري بكل حرية، ودون أية مضايقات تذكر شريطة احترام القانون الجاري به العمل، معززا ثقته في بلده وضمان أمنه النفسي، كما أن إتخاد تدابير واجراءات في شأن التجاوز الذي وقع في حقه هو إجراء هام جدا يعزز ثقة المواطنين في الحرص على ترتيب الجزاء في حالة تجاوز القوانين من طرف بعض المسؤولين.
كما انه يعبر عن موقف شجاع وجريئ من احد رموز رجالات الإدارة الترابية ببلدنا النبلاء، الذين ينصتون لنبض الشارع بصدق، ويتابعون معاناة المواطنين و المواطنات بشكل دقيق فيما يتعلق ببعص الممارسات التي تتاجر بين الفينة و الأخرى بأزمات الناس واستغلال الفرص من أجل الربح الغير المشروع، وايضا تسرع بعض المسؤولين في إتخاذ بعض الاجراءات دون مراعاة المساطر المعمول بها في هذا الشأن.
السيد فريد شوراق والي جهة مراكش اسفي الذي عرف عليه في كل المدن التي اشتغل بها جرأته وشجاعته في إتخاذ المواقف اللازمة والتي تفرضها اللحظة التاريخية وفي اوقات الشدة كذلك، بموقفه هذا أتجاه هذا الشاب وما قام به من أجل جبر ضرره النفسي اولا، وتعزيز ثقته في قانون بلده ثانيا ومن يسهرون على تطبيقه ثالثا، و كذا ضمان ممارسة تجارته في إطار الاحترام التام للقانون بطبيعة الحال، يكون قد انتصر لطموح كل الشباب بالجهة في المساهمة في اقتصاد بلدهم بكل حرية ودون اية مضايقات او تهديد، كما انه انتصر ايضا الى كل فئات الشعب التي تعاملت او تعاطفت او تضامنت مع هذا الشاب الجريء والشجاع، الذي استطاع ان يكسر جدار الصمت وان يكشف عن بعض ممارسات بعض المضاربين من تجار السمك في السوق المغربية، وهذا التفاعل الرائع الذي نال اعجاب كل المتتبعين جراء ما حصل لهذا الشاب بعد ان أعلن عن الاثمنة التي يبيع بها السمك في محله التجاري بمراكش، يعتبر سلوك مواطن من رجل دولة من العيار الثقيل،
ومسؤول على المستوى الترابي والمجالي يعرف جيدا إدارة الأزمات وايجاد الحلول الفعالة والناجعة لها بكل مهنية واحترافية دون ان يترك فرصة لتجار الازمات إستغلالها.
فكل الشكر والامتنان لكم السيد الوالي المحترم على صدق تعاملكم مع كل ما من شأنه انصاف المواطنين والمواطنات ولكل اخلاص، وخاصة الفئات الهشة منهم، راجيا من الله العلي القدير ان يوفقكم في مهامكم الجسيمة و مساعيكم النبيلة حتى استطيع بلدنا ان تحقق الكرامة الإنسانية المنشودة لكافة المواطنات والمواطنين.
وفي النهاية فإن امر التدقيق في كل ما شأنه المس بالقدرة الشرائية للمواطنين والمواطنات، يجب أن يصبح شرط واقف لتجاوز مثل هذه الانفلاتات والتجاوزات…
والله الموفق و المستعان.
* فاعل مدني وحقوقي.
