تبدو هذه الكنيسة من الخارج كأي كنيسة عادية في بولندا، ولكن خطوة واحدة إلى داخلها تكشف عن منظر مروع تقشعر له الأبدان.
فقد تم بناء هذه الكنيسة التي تقع في مدينة تشيرمنا البولندية من الآلاف من العظام والجماجم البشرية تخليدا لذكرى الآلاف من البشر الذين قتلتهم الأوبئة والحروب، وتم إنشاء هذه الكنيسة في القرن الثامن عشر تخليدا لذكرى الجنود الذين وقعوا ضحايا حرب “الثلاثين عاما” (1618 – 1648) ، والتي تعتبر واحدة من أكثر الصراعات المدمرة في التاريخ الأوروبي.
وكنتيجة لهذه الحرب فقد انتشرت في أوروبا الوسطى في ذلك الحين الأمراض والأوبئة وأهمها الكوليرا التي حصدت أرواح عشرات الأرواح، وجاء بناء هذه الكنيسة تخليداً لذكراهم أيضًا، وجاءت فكرة إنشاء الكنيسة على يد القسيس فاكلاف توماسيك، والذي رأى في وجود العظام البرشية تذكيراً وعظة لزوار الكنيسة للتذكير بالموت، وذلك أثناء زيارته لقبور ضحايا الحورب، إضافة إلى ضحايا الأمراض الفتاكة كالطاعون والكوليرا.
وتشير إحدى الصحف؛ إلى أن توماسيك قام بجمع وتنظيف عظام الضحايا وزرعها في جدران وأسقف الكنيسة ما بين عامي 1776 وحتى 1804، حيث قام بتنصيب جماجم الشخصيات المهمة ومن بينهم عمدة البلدة أمام المذبح، فيما كانت جمجمة وعظام توماسيك آخر بقايا بشرية أدخلت للكنيسة بعد وفاته في 1804.