هيئة التحرير
تواصل جماعة مراكش تنفيذ أشغال تهيئة وتوسعة شارع علال الفاسي في إطار دينامية حضرية واسعة تهدف إلى تحسين انسيابية حركة السير والارتقاء بالمشهد العمراني بمختلف مناطق المدينة. يمتد المشروع على مسافة تناهز 3.5 كيلومترات، انطلاقًا من شارع 11 يناير وصولًا إلى شارع عبد الكريم الخطابي، ويعد أحد أهم المحاور الطرقية الاستراتيجية التي تعرف نشاطًا تجاريًا وخدماتيًا مكثفًا. 
وتشمل الأشغال توسيع الطريق إلى ثلاثة مسارات في كل اتجاه، إلى جانب تهيئة ستة مواقف مغلقة للسيارات بطاقة استيعابية تفوق 700 مركنًا، إضافة إلى إعادة تصميم الأرصفة وإنشاء مسارات خاصة بالدراجات، وتشجير المساحات الخضراء المحيطة بالمحور. كما يتضمن المشروع تهيئة وتأهيل ثلاثة حدائق عمومية بمساحة إجمالية تصل إلى 3.5 هكتارات، وتجهيز ملاعب لكرة القدم وكرة السلة لفائدة شباب المنطقة وعموم الساكنة، بما يعزز البنية الترفيهية والرياضية. وتشمل الأشغال أيضًا تقوية وتجديد شبكة الإنارة العمومية، وأنظمة الري المستدام وتصريف مياه الأمطار، إلى جانب تطوير تجهيزات السلامة الطرقية عبر إشارات أفقية وعمودية حديثة.
وفي سياق تنزيل هذا الورش، أكدت فاطمة الزهراء المنصوري، عمدة مراكش، أن المشروع يندرج ضمن رؤية استراتيجية لمعالجة مشكلات التنقل الحضري وتجويد الفضاء العمومي قائلة: “مشروع تهيئة وتوسعة شارع علال الفاسي يأتي ضمن رؤية متكاملة تهدف إلى معالجة إشكالات التنقل الحضري والازدحام المروري، وفي الوقت نفسه الارتقاء بجودة الفضاء العمومي والخدمات الحضرية بالمدينة. نحن نشتغل اليوم بمنطق البناء الاستراتيجي وليس الإصلاح الظرفي، لأن مراكش تستحق بنية طرقية حديثة ومحيطات حضرية تليق بدورها الاقتصادي والسياحي والإقليمي.”
وأضافت أن المشروع لا يستهدف توسيع الطريق فقط، بل إعادة توزيع الوظائف الحضرية عبر تجهيز أرصفة آمنة للمشاة ومسارات للدراجات ومواقف منظمة للسيارات، مؤكدة أن ذلك من شأنه “تشجيع الرواج التجاري وتسهيل الولوج إلى المحلات والمقاولات المنتشرة على طول الشارع، وتعزيز جاذبية المحور كقطب تجاري حيوي.” وختمت بقولها إن الجماعة ستواصل تنزيل مشاريع مماثلة بنفس الوتيرة ووفق مقاربة تشاركية لضمان تنمية حضرية متوازنة وشمولية تعود بالنفع على الساكنة والزوار.
ومن شأن هذا المشروع بعد اكتماله أن يساهم في تسهيل حركة المرور، وتحسين جودة الحياة الحضرية، وتعزيز الحركية الاقتصادية بالمنطقة، في انسجام مع المخطط العام لتأهيل البنيات التحتية الطرقية بمدينة مراكش.
