الوالي خطيب الهبيل.. مهندس الدولة الذي يتولى قيادة جهة مراكش–آسفي في مرحلة مفصلية

الوالي خطيب الهبيل.. مهندس الدولة الذي يتولى قيادة جهة مراكش–آسفي في مرحلة مفصلية

- ‎فيسياسة, في الواجهة
914
0

هيئة التحرير

في إطار الحركة الواسعة التي شملت عدداً من التعيينات في صفوف الولاة والعمال، عيّن جلالة الملك محمد السادس، خلال المجلس الوزاري البوم الأحد، السيد خطيب الهبيل واليًا على جهة مراكش–آسفي وعاملًا على عمالة مراكش، خلفًا للوَالي السابق فريد شوراق، في خطوة اعتبرها عدد من المتتبعين تأكيدًا على توجه الدولة نحو اختيار الكفاءات ذات التكوين التقني والخبرة الميدانية لقيادة المشاريع التنموية الكبرى.

ويُعد خطيب الهبيل من الأسماء المعروفة في الإدارة الترابية المغربية، حيث راكم تجربة طويلة في مجالات التعمير، السكن، والتخطيط الترابي، ويُعرف عنه انضباطه الإداري وقدرته على تدبير الملفات المعقدة بحزم وهدوء.

ولد خطيب الهبيل سنة 1958 بمدينة وجدة، وتخرّج مهندسًا للدولة في البناء والقناطر، قبل أن يشغل عدة مناصب تقنية وإدارية داخل وزارة الداخلية ووزارة إعداد التراب الوطني والإسكان، وصولاً إلى تعيينه عاملاً على إقليم بني ملال، ثم واليًا على جهة بني ملال–خنيفرة، حيث بصم على تجربة ناجحة في تنزيل المشاريع المهيكلة وتحريك عجلة التنمية في مناطق جبلية وريفية كانت تعاني الهشاشة.

واليوم، مع انتقاله إلى جهة مراكش–آسفي، يجد الهبيل نفسه أمام تحديات جديدة ومعقدة، تتقاطع فيها قضايا التعمير العشوائي، والضغط السياحي، والتفاوتات المجالية بين مراكش والأقاليم المجاورة. كما يُنتظر منه أن يواصل الأوراش المفتوحة في مجالات البنية التحتية، والانتقال البيئي، وتحسين جاذبية الاستثمار، مع دعم الرؤية الملكية الرامية إلى جعل مراكش قطبًا حضريًا عالميًا يحتضن المؤتمرات الكبرى ويعكس صورة المغرب الحديث.

ويؤكد متتبعون للشأن الجهوي أن اختيار خطيب الهبيل لهذه المهمة ليس اعتباطيًا، بل نتيجة لمسار طويل جمع بين الخبرة التقنية والنجاعة الإدارية، وهو ما تحتاجه مراكش في هذه المرحلة الحساسة التي تتطلب عقلية تنفيذية توازن بين الحزم في التدبير والانفتاح على الشركاء المحليين والدوليين.

وتشير مصادر قريبة من مجلس الجهة إلى أن العلاقة المنتظرة بين الوالي الجديد خطيب الهبيل ورئيس مجلس جهة مراكش–آسفي سمير كودار ستكون عاملاً حاسمًا في إنجاح المشاريع الجهوية، خاصة تلك المتعلقة ببرنامج التنمية الجهوية وبالأوراش التي تمولها مؤسسات دولية كشركاء التنمية.

إن تعيين خطيب الهبيل على رأس جهة بحجم مراكش–آسفي هو اختبار جديد لرجل خبر دهاليز الإدارة المغربية، ويُنتظر منه أن يقدم نموذجًا جديدًا في القيادة الترابية القائمة على الكفاءة والتواصل والنتائج. فالمرحلة المقبلة ليست فقط مرحلة تنفيذ البرامج، بل هي أيضًا مرحلة إعادة الثقة بين المواطن والإدارة، وترجمة الخطابات التنموية إلى إنجازات ملموسة على أرض الواقع.

 

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

إصلاحات ملكية تعزز الأمن السيبراني والبحث العلمي داخل الجيش المغربي

طارق واعراب صادق المجلس الوزاري، الذي ترأسه جلالة