خولة العدراوي/ تصوير: ف. الطرومبتي
يعيش جزء من السور التاريخي لمدينة مراكش، وبالضبط عند منطقة باب أحمر، حالة مزرية منذ سنوات، وسط تشققات خطيرة وتآكل في الأحجار واللبن، ما جعل المعلمة التاريخية مهددة بالانهيار في أي لحظة، أمام صمت الجهات الوصية على التراث العمراني للمدينة.
السور، الذي يشكل جزءًا من الهوية المعمارية لمراكش ويعود تاريخه لقرون، لم يعرف إلى اليوم أي تدخل جدي للترميم أو الصيانة، رغم النداءات المتكررة من فعاليات جمعوية ومهتمين بالتراث، الذين حذروا من أن أي انهيار محتمل سيُفقد المدينة جزءًا من ذاكرتها التاريخية، وقد يتسبب في خسائر بشرية ومادية بالنظر إلى تواجد الممرات الحيوية بجواره.
ويرى متتبعون أن استمرار تجاهل هذا الملف يعكس غياب رؤية واضحة للحفاظ على الأسوار التاريخية لمراكش، والتي تعاني في أكثر من نقطة من الإهمال والتصدع، في الوقت الذي تستقطب فيه المدينة ملايين السياح سنويًا بفضل معالمها التاريخية المصنفة ضمن التراث العالمي لليونسكو.
وتطالب أصوات محلية بضرورة تدخل وزارة الثقافة والجهات الجماعية المسؤولة بشكل عاجل، عبر إطلاق ورش للترميم يحافظ على القيمة التاريخية للسور، ويعيد الاعتبار لهذه المعلمة التي تشهد على فصول من تاريخ المدينة الحمراء، بدل تركها تواجه مصير الانهيار.
ويبقى سور باب أحمر نموذجًا صادمًا لحالة التهميش التي تطال أجزاء من الأسوار التاريخية لمراكش، في انتظار تحرك رسمي يوقف نزيف الإهمال قبل وقوع ما لا يُحمد عقباه.
