حكيم شيبوب
في زاوية مهمّشة من ضواحي مراكش، وتحديدًا بدوار “عزيب فيليل” التابع لجماعة السويهلة، يرقد رجل مجهول الهوية على حافة الموت، في صمت يلفه العجز والإهمال. رجل لا يُعرف اسمه، ولا أصله، ولا حتى قصته، سوى أنه وصل إلى الدوار منذ شهور، ليعيش على الهامش، قبل أن تنقلب حالته الصحية إلى كارثة تهدد حياته.
قبل فترة، تعرض الرجل لإصابة في ساقه، كسر يُقال إنه جُبر بوسائل تقليدية بسيطة وبالجبس، لكن دون أي متابعة طبية. ومع مرور الأيام، بدأ الوضع يتدهور إلى حد مرعب: لون ساقه تحول إلى الأخضر، الرائحة المنبعثة تنذر بوجود تعفن متقدم قد يكون “غرغرينا”، والعلامات تشير إلى أن الخطر لم يعد موضعيًا، بل يهدد حياته بالكامل.
في ظل غياب أي وثائق هوية أو أقارب، يعيش الرجل عزلة مطلقة. لا أحد يسأل عنه، لا طبيب يقترب منه، ولا سيارة إسعاف تحركت. فقط بعض سكان الدوار يحاولون التبليغ ولفت الانتباه، لكن دون جدوى.
الأسئلة كثيرة، والإجابات غائبة: هل أصبح الحق في العلاج والنجدة مرتبطًا ببطاقة تعريف؟ هل إنسانيتنا تقف عند حدود الوثائق؟ أين السلطة المحلية؟
هذه ليست مجرد حالة صحية، بل مأساة إنسانية ناطقة بالعجز. نحن هنا أمام إنذار خطير. كل لحظة تأخير قد تعني الوفاة. وإن تُرك هذا الرجل لمصيره، فلن يكون مجرد ضحية مرض، بل ضحية صمت جماعي.
النداء موجه، ليس فقط للسلطات المحلية والجهات الصحية، بل أيضًا للجمعيات الحقوقية والطبية، ولكل من يرى في هذا المشهد جرحًا في ضمير المدينة.
أنقذوا هذا الرجل. قبل أن تتحول المأساة إلى جريمة صامتة، عنوانها: “الإنسان حين يُنسى”.